كثف حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، أمس، تنسيقهما من أجل العملية الإنسانية التي يعد لها الأوروبيون لمساعدة مصراتة التي تحاصرها منذ شهرين القوات الموالية للعقيد القذافي. وكشف دبلوماسي ألماني أن «الطرفين قررا عقد اجتماع غير رسمي حول ليبيا على مستوى السفراء، لتجنب تكرار الأخطاء وتصويب نشاطات كل منهما». وسيعقد هذا الاجتماع في الأسابيع المقبلة، لكن موعده لم يتحدد. في المقابل، ترى روسيا أن الحلف تجاوز تفويض الأممالمتحدة في ليبيا، وأن مجلس الأمن لم يسمح بأي تصرف يهدف إلى تغيير النظام هناك، داعية إلى تسوية سياسية للأزمة. دعا الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقال مشترك، أمس، الزعيم الليبي معمر القذافي إلى التنحي غداة قيامه بجولة في طرابلس متحديا خصومه. ولتسريع رحيله يرى القادة الغربيون أنه «يجب على قوات حلف الأطلسي مواصلة عملياتها من أجل استمرار توفير الحماية للشعب وزيادة الضغط على النظام. وحينها فقط يمكن البدء بعملية حقيقية للتحول إلى عملية دستورية، بتواجد أجيال جديدة من القادة». وكان القذافي تجول في شوارع طرابلس بسيارة رباعية الدفع واضعا نظارات سوداء ومعتمرا قبعة خضراء ووقف من فتحة في سقف السيارة ليحيي المارة ملوحا بقبضته وفق مشاهد بثها التليفزيون الليبي، فيما اقترب عشرات المارة يهتفون مرحبين به. وأكد التليفزيون أن هذه الجولة تمت «تحت قصف العدوان الهمجي الاستعماري الأطلسي». وكانت طائرات حلقت أمس الأول في أجواء طرابلس، حيث سمع دوي انفجارات تلاها قصف المضادات الجوية. من جانب آخر قالت عائشة ابنة القذافي، مساء أمس الأول، أمام مئات من أنصار النظام إن «الحديث عن تنحي القذافي كلمة استفزازية لكل الليبيين، فالقذافي لكل الليبيين وليبيا». وأضافت «تريدون قتل والدي بحجة حماية المدنيين، من هم هؤلاء المدنيون؟ هل هم هؤلاء الذين يحملون الرشاشات والقنابل والآر بي جي؟». ورغم دعوتها إلى تنحي القذافي، رفضت أمريكا التي سحبت 50 من مقاتلاتها من العمليات في الرابع من إبريل، العودة إلى الخطوط الأمامية. وفي المقابل، انتقدت روسيا البيان الأمريكي الفرنسي البريطاني المشترك الذي يطالب القذافي بالرحيل إلى الأبد. «الأطلسي تجاوز تفويض الأممالمتحدةوروسيا تريد التقدم بحل للأزمة في ليبيا»، حسب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في برلين عقب اجتماع حلف شمال الأطلسي وأكد «طلبت من شركائنا في الحلف الحفاظ الصارم والمسؤول على قرار مجلس الأمن». وقال لافروف إنه «سمع» أن «بعض الأطراف تنقل أسلحة إلى ليبيا» وأكد أنه يحذر من هذا الأمر «هذا خرق لقرار مجلس الأمن». ميدانيا، استهدفت غارات جوية دبابات لقوات القذافي في منطقة الزنتان التي تبعد 150 كلم جنوب غربي طرابلس، حيث تتكثف الاشتباكات مع المتمردين الذين يسيطرون على بضع قرى في المنطقة، كما أفاد شهود. وتوجهت قافلة من الآليات التابعة للمتمردين إلى منطقة غرب إجدابيا للتحقق من انسحاب القوات الموالية للقذافي بعد تحليق طائرات حلف شمال الأطلسي فوق المنطقة. وتقدمت قافلة من ناقلات محملة بأسلحة ثقيلة بحذر غربا باتجاه موقع البريقة النفطي واجتازت منطقة شهدت تبادلا عنيفا لإطلاق النار بين الطرفين، أمس الأول .