ربما يبدو الأمر غريبا فأنا الذي لا يهتم بكل تلك الأضواء التي تبني وجودها وشهرتها على التنبؤ بخطوتي أين تقبع في اللحظة القادمة، أمارس القمع للمرة الأولى لكل تلك الأشياء التي تحول أفكارها وأشكالها على مادة وجودي الحيوي، جاعلين من وجهي الشمس والغيمة والأرض والشجر! إلى الذين يحلون من أنفسهم إذاعات تبث أخباري، وآخر الأحداث في حياتي، وموجات قدوم الشتاء ورحيل أشياء لم ألتق بها بعد لكنها وبقدرة قادر رحلت مني! أولئك الذين يكتبون خطيئتهم على أرضي صبح مساء، ويحللون على أي زاوية أقبع هذه المرة هل هي منفرجة أم حادة؟ وكيف تكون استقامتها في حين تتكامل أو تتنامى؟ الذين يحولون نشرات أحوال الطقس للحديث عن غضبي وحلمي عن سعادتي وألمي أو عن آلامهم في لا فرق! إلى أولئك الذين يجعلون كواكب المجموعة الشمسية متوقفة على ربطة حذائي، والأقمار هناك حيث لا أدري. علماء الجغرافيا الذين يقضون السنين الطوال لمعرفة أين يجد العالم وجهي.. على خط الاستواء أم على خطوط الطول؟ وربما كنت هناك حيث وجدت خطوط العرض!. إلى علماء التاريخ الذين يجعلون لي حياة في كل حقبة زمنية وعلماء الرياضيات مفسرين بي كل مسألة رياضية وكاسرين بي مبدأ المسلمات! إلى تلك الوجوه التي تكرر وجودها في حياتي بعد كل مرحلة تثبت فشلها في فهمي وكم هي ظالمة.. أنا من كونت جرحا غائرا للحقيقة في أفئدتكم. ما نقائي حينئذ؟ وما سوادكم في آن لقيانا. كيف يتحول كل شيء بعد ذلك إلى اختلاط في المفاهيم؟ وتتحول الرذيلة إلى فضيلة؟! وخائنة الأنفس والصدور إلى حب في أسمى الدرجات وأعلاها؟ أيها المتشبثون جدا في ظلي، وفي تكويني الفكري ليحولوا فقط كل كلمة أقولها إلى موبقة، ووجودي إلى طامة كبرى في آن يقتاتون على أفكاري ويبيعونها للأشياء التي تعجز عن استخدام عقلها، فقط هي لا تختلف كثيرا أمثالها من الكائنات التي لا تستطيع التفكير أو لا تستطيع العقل لا فرق! كيف تتحول الأشياء السيئة جدا إلى جميلة جدا تباع بأبهظ الأسعار؟ أولي وجهي قبلة أرضاها إلى مخدتي وأحبهم مرة أخرى. إنه انبثاق سؤالي إلى البياض قبل طلوع الشمس، وقبل غروبي من أماكني القارئة وجهي هذا المساء. أوزان - منتديات الساخر http://www.alsakher.com/