اعتمدت أمانة جدة حزمة من الإجراءات التدريبية والتثقيفية وتوفير أجهزة تقنية لكشف فساد الأغذية للقضاء على المخالفات الصحية التي انتشرت في المحال والمواقع التجارية الخاصة بالمستهلكين، بعد أن اعترفت بأن المراقبين في السابق لم يكونوا مؤهلين، ولا تتوفر لديهم المهارات اللازمة للعمل الرقابي فنيا وإداريا. وكان من أبرز تلك الإجراءات تفعيل التدريب والتطوير في تنمية الموارد البشرية، حيث كان للأمانة الريادة في إنشاء أكاديمية من شأنها تأهيل وتدريب الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال، لما لها من أهمية ترتبط بصحة وسلامة أفراد المجتمع. وأوضح المدير العام للتراخيص والرقابة التجارية بالأمانة الدكتور بشير أبونجم أن الأمانة سبق أن أقرت معايير صارمة، فيما يتعلق باختيار المراقبين الصحيين الجدد وأسلوب عملهم بعد الاختيار، منها المعايير المهنية المحددة الواجب توفرها في المرشح، ومن ذلك: أن يكون موردا بشريا مؤهلا يتحلى بالقيم والجدارات، أن يتناسب مؤهله العلمي مع التخصص، مع خضوعه لاختبار تحريري عن المهارات المعرفية واللغة الإنجليزية ومجال التخصص، التأكد من المهارات السلوكية ومهارات الاتصال والمقومات الشخصية للمرشح لوظيفة مراقب صحي، أن يخضع للتطوير المستمر من خلال ما يتلقاه من دورات تدريبية ووسائل تطوير الذات، وتطوير مهاراته المهنية من خلال استخدام أحدث الأجهزة. وأضاف أنه أصبح الآن بإمكان أي مراقب صحي في جدة أن يتجول للمراقبة بحقائب يدوية تضم أجهزة تقنية حديثة لقياس مدى التلوث في المواد الغذائية؛ ومنها جهاز لقياس صلاحية زيوت القلي، حيث يعطي معيارا عمليا لتغير زيت القلي ومعرفة مدى ملاءمته للاستخدام الآدمي من عدمه، وجهاز قياس الأس الهيدروجيني «بي اتش» الذي يعمل على قياس تركيز أيونات الهيدروجين في المحاليل، وجهاز قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة المواد الغذائية دون أن تسبب أي تلف لها، وجهاز لقياس طازجية الأسماك للتأكد من مدى صلاحيتها منذ أن تم اصطيادها، وجهاز النظافة العامة وغيرها. وأشار أبونجم إلى أن المراقب الصحي في السابق كان لا يحمل مؤهلا علميا، ولم تكن لديه خلفية علمية في مجال التخصص، ولا تتوفر المهارات اللازمة للعمل الرقابي فنيا وإداريا، ومع مرور الزمن تصبح لديه خبرة متراكمة تتكرر كل عام دون تطوير وتتكون من تكرار الممارسة الميدانية. ولفت الدكتور أبونجم إلى أن أحدث مشاريع الأمانة في مجال الرقابة الصحية، قيد التنفيذ وهو إنشاء نظام لرصد سحب عينات الغذاء ونتائجها من خلال عملية التفتيش الميداني على المنشآت التجارية وإنشاء واجهة مستقلة على موقع الأمانة الإلكتروني ليتمكن صاحب الموقع التجاري من التعرف على حالة زيارة التفتيش، وإشعاراته، وحالة السداد ونتائج التحاليل وآلية تصحيح الوضع. كما كشف عن أن الأمانة ستدرب 150 مراقبا للأسواق من مراقبي الأمانة على قوائم التفتيش المطورة والدليل الإرشادي لسلامة الغذاء المعد من قبل الأمانة نظريا وميدانيا، وتدريب 35 مراقبا صحيا متخصصا على أنظمة الجودة الغذائية ليصبحوا مدربين ومؤهلين، مع حصولهم على شهادة معتمدة دوليا كمراجع خارجي للهاسب والآيزو 22000 .