حرص عدد كبير من شباب وشابات الأعمال في المنطقة الشرقية على التعرف على بعض جوانب التجربة الاستثمارية الطويلة لرئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية صالح كامل الملقب ب «شهبندر التجار بدول الخليج»، وذلك خلال أمسية بغرفة الدمام. وعن بداياته كشاب طموح في دخول عالم الاستثمار قال إن بدايات حياته في العمل التجاري كانت من خلال ممارسته للعبة «الكبوش» وكان عمره أقل من عشرة أعوام، حيث اكتشف ميوله التجارية حينما صنع أجزاء اللعبة وباعها على زملائه الأطفال، وهذه اللعبة عبارة عن عظم خراف توضع في حفرة صغيرة، ويكون فائزا من يستطيع إخراجها من تلك الحفرة، فانتقل من لاعب إلى منتج وبائع للعبة، معتبرا هذه الممارسة الخطوة الأولى نحو عالم التجارة بعد أن ذاق طعم الريالات الحلال. وأضاف خلال برنامج «تجربتي» الذي أداره رئيس تحرير مجلة «الاقتصاد» قصي البدران أنه منذ نعومة أظفاره لم يخطر في باله أن ينخرط في المجال الحكومي ويكون موظفا يقبض راتبا آخر الشهر مهما كانت الوظيفة، وإنما كان يريد أن يصبح رجل أعمال، رغم أن والده كان موظفا حكوميا، وكانت حالته المادية متوسطة، بينما كانت حالة أبناء الجيران الذين يلعب معهم ميسورة، لأن آباءهم رجال أعمال، ومنذ تلك الفترة قرر ألا يكون مثل والده، وإنما مثل والد أصدقائه، فقرر التدرج في الأعمال التجارية منذ الطفولة، حيث انتقل من عمل لآخر، فكانت والدته تطبخ له «البليلة» ليبيعها على الزملاء في الحارة، فجمع منهم أموالا معقولة، وكانت تلك ثاني مهنة تجارية يقوم بها. أما عن المهنة التجارية الثالثة فقال كامل إنه استطاع إصدار أول مجلة مدرسية مطبوعة خلال المرحلة الثانوية باسم «مرآة تحضير البعثات»، وأن التحرك لإنجاز هذه المجلة المدرسية جاء من عشقه للإعلام منذ الصغر، وفي المرحة الجامعية افتتح مطبعة صغيرة كانت أول مطبعة في الرياض. وقال كامل في حديثه للشباب إنه اضطر بعد التخرج في الجامعة إلى العمل في السلك الحكومي بوزارة المالية، حيث كان يحرص على التواجد في المطبعة بعد الدوام لممارسة بيع المذكرات الدراسية للطلبة، وافتتح بعدها عددا من المشروعات الخدمية. وعرض صالح كامل في رده على أسئلة الشباب رؤيته لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها تمثل 70 % من اقتصاديات العالم، ونسبة سداد قروض المنشآت الصغيرة والمتوسطة في بعض البلدان تصل إلى 90 %، وهو دليل على جديتها، وانتقد عزوف الشباب عن بعض الأعمال التي وصفها ب «المهجورة» مثل بيع اللحوم والخضار، وبعض أنشطة المقاولات، حيث أصبحت محتكرة لجاليات معنية، كاشفا النقاب عن قيام غرفة جدة بدراسة لسوق الخضار هناك، حيث أشارت الدراسة إلى أن تلك العمالة يصل دخلها لنحو 500 إلى 1000 ريال يوميا، ما يعني 30 ألف ريال شهريا. ودعا إلى إعادة الاعتبار لمجموعة المبادئ الإسلامية ذات البعد الاقتصادي، مثل الزكاة، والوقف، والتعاملات المالية، كالمضاربة، ومنع البيع على المكشوف، وغير ذلك.