حولت «سوالف حريم» أنظار أبناء مكةالمكرمة، إلى معرض تراثيات العائلي، المقام في جمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة ولم تكن فكرة الملتقى سوى فكرة نسائية 100 %، حسب اعتراف أمين عام الجمعية الدكتور يحيى زمزمي، ليتم تحويل الرغبة من مجرد «سوالف» إلى حقيقة ماثلة للعيان، إلى الدرجة التي أرغمت الحضور على التمسك بها، والمطالبة باستمرارها عاما بعد آخر. وضمن مهرجان مكة الاجتماعي، نظمت جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكةالمكرمة، المعرض، الذي حسب زمزمي «حرصت الجمعية على رعايته وتبنيه لدعم جهود المرأة المكية والعناية بشؤونها»، مشيدا بدور صاحبة فكرة مشروع مكيات الدكتورة علا القرني وقد كان من أول مخرجات المشروع هذا الملتقى. وأشار الدكتور زمزمي إلى أن الملتقى الذي يستمر لمدة 20 يوما ستنظم فيه برامج متنوعة ومختلفة في الملتقى في مقدمتها برنامج يعنى بتحقيق التواصل الاجتماعي بين أبناء المجتمع المكي، وربطهم بماضيهم وسيشتمل الملتقى على عروض فرقة المزمار ومعرض المدينة المكية وفعاليات مسرحية، كما سيكون هناك مسرح عائلي يسلط برامجه على الموروث المكي، إضافة إلى برامج خاصة بالنساء تتمحور حول مورث النساء المكي من الغمرة والرحماني والجسيس وزفة العروس وسوق مكيات يشمل الحلويات المكية والعطورات والإكسسوارات، ومعرض مصاحب للفعاليات يشمل عروضا للديكورات المكية القديمة، مبينا أن برنامج تراثيات مخصص للمرأة المكية، حيث يحتوي على 80 محلا تعرض فيها فتيات مكةالمكرمة إنتاجهن في منازلهن وأعمالهن الحرفية. وفيما احتوى المعرض على العديد من الأواني التراثية والبيت المكي والحارة المكية والأسواق القديمة والمركاز وبرزة المطوف والعديد من المقتنيات القديمة الأخرى، اصطحب علي الحتيرشي عائلته إلى مقر الملتقى «استرجعنا الذاكرة إلى عدة عقود، كما تذوقنا بعضا من المأكولات والحلويات المكية القديمة كالمعمول واللدو وغيرهما، واطلعنا على الأسواق الشعبية القديمة مثل سوق المدعى والسوق الصغيرة وسوق الليل، وما فيها من جوانب إيجابية». وتعتقد الزائرة منار العصيمي أنه يجب استمرار إقامة مثل هذه الملتقيات والمعارض «حتى يتعرف الأهالي على تراثهم الشعبي القديم، ومدى قدرة الآباء والأجداد على التكيف مع الظروف المعيشية المختلفة، وإطلاع الجيل الجديد على ثراء التراث المحلي الذي يميز مكةالمكرمة». وترى إحدى المنتجات المشاركات في الملتقى بالحلويات المكية الشهيرة آمنة أمريكي أن ما يميز المعرض ما يحتوي عليه من العديد من الأركان التراثية القديمة «والملتقى يعد خطوة أولى في طريق تحقيق حلم مشروع مكيات من خلال استحضار تراثنا وحضارتنا، كما يحرص في رسالته على العمل وفق تعاليم ديننا الحنيف للمحافظة على المرأة وخصوصيتها، ويعطي فرصة لسيدات الوسط المكي للتعارف الاجتماعي، وفتح مجال لمناقشة الأفكار والمقترحات الجديدة التي تخدم المجتمع، ويعمل الملتقى على النهوض بمكانة المرأة السعودية وبخاصة المكية من خلال العمل التطوعي الذي يكسبها مهارات وخبرات جديدة». وبينت المشرفة العامة للملتقى الدكتورة علا القرني أن الملتقى تشارك فيه قرابة 100 فتاة منتجة من شابات الأعمال «يساعدهن الملتقى على مساعدة الأسر المنتجة للظهور والدعم بطريقة ميسرة وسهلة واجتماعية، وتشجيع صاحبات الحرف والأنامل المنتجة، وتحقيق عائد مالي للأسر المنتجة وتعريف المجتمع بالأسر المنتجة ومنتجاتهم، وفتح علاقات جديدة لهم قد تحقق مستقبلا عائدا ماليا». وأشارت إلى النية في تنظيم رحلات لطالبات الجامعات والكليات وبعض الجهات الأخرى وكذلك المعتمرين لزيارة المعرض «الذي يحوي الكثير من الأجنحة التي تضم البيت المكي والحارة المكية قديما، إلى جانب جناح الأسرة المنتجة وجناح مشروعي الذي يتبنى مشاريع الشابات، ويسهم في إظهارها للمجتمع، وكذا جناح صنع في مكةالمكرمة الذي يحتوي على العديد من الصناعات المكية المعدة بأيدي نساء مكيات التي تتوافق مع تطلعات أمير منطقة مكةالمكرمة لإبراز الصناعات المصنوعة في أم القرى، بالإضافة إلى المسرح الذي ستقام عليه العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية والاجتماعية التي تظهر العادات المكية الأصيلة». وأبانت مديرة الإعلام التربوي بتعليم بنات مكة نادية جاها أن طالبات النشاط يشاركن في ملتقى تراثيات، وذلك بعرض العديد من الأركان التي حملت بين طياتها صورا تعبق بأصالة الماضي ودهشة الحاضر بموروثات متنوعة من حلي وزينة المرأة السعودية قديما، بحيث أبرزت إسهامات المرأة ودورها التنموي المتعلق بتاريخ مكةالمكرمة، كما اشتملت على البيت البدوي وكل ما يتصل به من فرش وأوان ومواصلات كانت تستخدم قديما»