فما بال أناس قد حظوا بوطن شربوا من مائه وأكلوا من طعامه وعاشوا على أرضه وتحت سقف سمائه، ينكرون فضائله ويبحثون عن عيوبه، متناسين أنهم رزقوا بوطن حظي بشرف قدسي، بيت الله الذي ما زال أمنية حضوره لدى الكثيرين من الأماني المعلقة في السماء. دعوا أفكاركم السلبية ليوم واحد.. ونقدكم الذي أصبح هوايتكم المفضلة تخلوا عنه لدقيقة، وانظروا إلى الجانب المشرق من بلادكم بعيدا عن تنبيشكم لعيوبه، فلو أزلتم عصبة أعينكم لرأيتم بلادكم على حقيقتها. لن أتكلم هنا لأرغمكم على حب بلادكم، ولا لأخبركم عن إنجازات وطنكم، ولكن انظروا حولكم.. تفقدوا صناديق أحلامكم وتحسسوا أنفسكم، خلقتم في وطن تنتسبون إليه بينما الآلاف من الأرواح هناك خلقت دون وطن. إن أجدتم النظر في عيوبه التي ظللتم تبحثون عنها، فستجدون أنكم أحد أسباب هذه العيوب, فلا تلقوا اللوم على جهة معينة، لأن الوطن لا ينشأ دون شعب، ولا تخلق الأخطاء من دون سبب، وإذا فسد الشعب فسد الوطن كله، فابحثوا عن أسباب فساد أنفسكم كما بحثتم عن عيوب وطنكم بشغف. يا هواة النقد الحالك جدا، أخبروا الإمعات ألا يتبعوكم.. فالوطن لا يفسد إلا من هواة تقليد الكلام دون وعي أو تجربة. أخيرا يا وطني.. بخيرك وشرك أحبك.. مهما كنت أو ما زلت فلوطني علي حق. مدونة سمر الحماد www.samar-77.com