أثارت خدمة «التجوال الجوي» الجديدة التي طرحتها شركة الاتصالات السعودية جدلا واسعا وأسئلة عريضة في أوساط العملاء؛ حيث إن الخدمة تتيح للمستخدمين استخدام هواتفهم النقالة أثناء رحلات الطيران بعد أن يصرح ملاحو الطائرة بالسماح للركاب بفتح أجهزتهم، وعندها تصل إلى المستخدمين رسالة ترحب بهم بخدمة الجوال الجوي ومتمنية لهم رحلة سعيدة. لكن المفاجأة التي أثارت امتعاض المستخدمين هي الرسالة التي تصل بعد الهبوط والتي تبين تعريفة الخدمة المرتفعة الثمن بعد أن يكون المستخدم استخدمها بالفعل. وليست هذه النقطة الوحيدة التي جاءت ردود الفعل السلبية حولها، إذ لم تقدم «الاتصالات السعودية» ولا الخطوط السعودية أي توضيح إلى الركاب يطمئنهم أن الخدمة لا تؤثر في سلامة أجهزة الطائرة وبالتالي سلامة الركاب، إضافة إلى العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت هذه الخدمة حصرية لشركة الاتصالات فقط بناء على صفقة بين «الاتصالات» و«السعودية»؟ وإذا ما كانت متوافرة على كل الرحلات أو لرحلات محددة؟ «شمس» اقتربت أكثر من الحدث حتى تستقي إجابات دقيقة عن الموضوع، في البداية أوضح عبدالله الأجهر مساعد المدير العام للعلاقات العامة في الخطوط السعودية في اتصال هاتفي مع «شمس» أن الخدمة ليست صفقة مباشرة بين الاتصالات السعودية والخطوط السعودية: «الخدمة مقدمة عن طريق شركة on air وهي شركة عالمية في هذا المجال، والضمانات المقدمة للسلامة مقدمة عن طريق هذه الشركة، إضافة إلى أنها متوافرة فقط على رحلات الطائرات -الداخلية والخارجية - من نوع إيرباص 330 لأنها وحدها – حتى الآن - المزودة بتقنيات تسمح باستخدام ترددات هذه الخدمة على متنها دون أن تشكل خطورة على الطائرة والركاب». وأضاف الأجهر «السعودية تتعامل مع شركة on air وهي بدورها توزع تعاقداتها بناء على مصلحتها وشروطها مع شركات الاتصال الأخرى والحصرية – حتى الآن – على الاتصالات السعودية ليست من طرفنا. كما أن الخدمة ستكون موفرة في الأسطول الجديد على جميع طائراته». من جانب آخر أوضح مدير دائرة الإعلام في الاتصالات السعودية محمد الفرج أهداف الخدمة وقال: «خدمة «التجوال الجوي»، تمكن المسافرين على متن الطائرة من الاتصال أو تلقي المكالمات أو إرسال واستقبال الرسائل النصية، أو تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني عبر الجوال مباشرة، وأثناء الطيران دون أن يؤثر ذلك في الأجهزة الملاحية للطائرة. والخدمة تعمل تلقائيا، ومتوافرة ليس فقط على الخطوط السعودية ولكن على متن طائرات العديد من شركات الطيران منها على سبيل المثال طيران الإمارات، والخطوط القطرية، ومصر للطيران، والوطنية الكويتية، والخطوط التركية، وكوانتس الأسترالية، وبريتش أيرويز البريطانية، والخطوط النيوزيلندية، وفيرجن أتلانتيك، إضافة إلى الخطوط الماليزية». وبالنسبة لمسألة سلامة معدات الطائرة أوضح الفرج أنها آمنة وتم اختبارها مع الهيئات المختصة بالسلامة ومنها الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، وأوضح طريقة عمل الخدمة «يتم إجراء المكالمات والرسائل عن طريق استخدام محطة قاعدة صغيرة على متن الطائرة، يتم من خلالها تمرير المكالمات من الطائرة عن طريق الأقمار الصناعية ومن ثم وصولا إلى الشبكة الأرضية. ويتضمن النظام تقنية لخفض قوة الإشارة من الهاتف الجوال إلى أدنى حد ممكن، وضمان عدم وجود تداخل مع معدات الطائرة». وقال إنه عن طريق إبلاغ المستخدمين بتعرفة الخدمة «يتم تطبيق الآلية التي تتبعها «الاتصالات السعودية» مع عملائها بإبلاغ جميع العملاء بأسعار خدمات التجوال الجوي من خلال رسالة قصيرة تصل بعد قيام العميل بتشغيل جواله والتسجيل بشبكة التجوال الجوي. ورسوم استخدام خدمة التجوال الجوي تبلغ ما يقارب 15 ريالا للدقيقة الواحدة فيما يتعلق بالمكالمات، في حين تصل تعريفة الرسائل النصية والوسائط إلى ثلاثة ريالات للرسالة، مشيرا إلى أنها متاحة على موقع الشركة، كما أن هناك توضيحا كاملا لأسعار الخدمة يتم الإعلان عنها من قبل الملاحين الموجودين على متن الطائرة، إلى جانب توافر منشورات بمقاعد الركاب وشرح تفصيلي عن خدمة التجوال الجوي». وفي سؤال أخير عن كون الخدمة صفقة حصرية بين الاتصالات والسعودية أجاب الفرج «تقدم الخدمة عالميا عن طريق شركات متخصصة مثل شركة «آيرو موبايل» وشركة «أون إير»، وتعقد هذه الشركات اتفاقيات مع شركات خطوط الطيران لتوفير خدمة التجوال الجوي على طائراتها، وتوفير التجهيزات اللازمة على الطائرة. ويكون اتفاقيات شركات اتصالات معها مباشرة باعتبارها المسؤولة عن تشغيل خدمة التجوال الجوي على متن الطائرات».