بعد أسبوع من التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، ما زالت هناك بعض الأسئلة المهمة التي تبحث عن إجابات حول هذه الحملة متعددة الجنسيات التي يقودها الغرب على نظام هذا البلد. ويتناول السؤال الأول مغزى التدخل بالأساس. في 17 مارس الجاري حدد قرار للأمم المتحدة الهدف على أنه حماية المدنيين الليبيين بجميع السبل الضرورية، ولكن تصاعد أخيرا جدل حاد حول ما إذا كان هناك من يجب الدفع من أجل تغيير القيادة. وفي هذا السياق، قالت الخبيرة إليكسزيس كرو، من معهد تشاتهام هاوس البحثي في لندن، إن الناتو يتعين عليه أن يحدد ما إذا كانت ليبيا تشهد «صراعا قبليا أم حربا من أجل الديموقراطية»، مشيرة إلى أن ثمة أصوات متباينة داخل الحلف بشأن ما إذا كان يجب أن تؤدي العملية العسكرية إلى الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي. وهناك علامة استفهام كبرى تطل برأسها أيضا وتسأل عن عواقب اختباء القوات الموالية للعقيد القذافي في بلدات ومدن لحماية نفسها من الغارات الجوية للأطراف المختلفة في العملية العسكرية والذين استبعدوا التدخل بقوات برية. ثم طرحت الخبيرة سؤالا آخر وقالت: «ماذا لو وصلت الأمور إلى طريق مسدود في وقت تتراجع فيه القوات الحكومية بفعل الهجمات الجوية، ومع ذلك لا يتمكن المحتجون من التقدم بسبب نقص الأسلحة؟. مثل هذا السيناريو يحول ليبيا إلى عراق آخر». وفضلا عن هذا تمثل قيادة العملية متعددة الجنسيات مشكلة أيضا، فقد وافق الناتو على تولي قيادة الجهود الرامية إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وحظر وصول الأسلحة إلى نظام القذافي، ولكن الحلف يواجه خلافات حول تولي مسؤولية العمليات الهجومية. وما زالت الهجمات العسكرية ضد الأهداف الليبية تقودها أمريكا التي تقول كرو إنها منهكة «سواء من الناحية المادية أو الأيديولوجية للتدخل عسكري». بيد أن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج أعلن أن «الناتو سيتولى القيادة الكاملة للعملية، وليس فقط فرض منطقة حظر الطيران وحظر وصول الأسلحة». وسيجتمع ممثلون للدول التي تدخلت في ليبيا ومنظمات دولية في لندن، بعد غد، لصياغة توجه سياسي للعمليات الجارية في ليبيا.