رغم ما يتوافر لقاعات التدريب التي تحوي بين جنباتها الكثير من المعلمين، بهدف تنمية مهاراتهم والارتقاء بإمكاناتهم، إلا أن قاعات التدريب باتت قاب قوسين أو أدنى من أن «ينعق فيها البوم». فالمراكز التي تنتشر هنا وهناك في كثير من المدن، ويتوافر لها كل ما يمكن توافره، لا تشكو من جهاز أو أدوات تقييم أو خريطة أو أجندة أو حقيبة تدريبية، بما في ذلك المدربون، بقدر شكواها من الإجابة عن السؤال الأهم: «من يحضر التدريب؟». ستجد هناك داخل تلك المراكز قاعات وأجهزة متوافرة، لكنك لن تجد معلمين يجلسون في تلك الفصول والقاعات، خاصة في الفترة المسائية، فيما الفترة الصباحية التي يكون فيها الحضور على حساب الخروج من الدوام الصباحي، فلا عنوان إلا الزحام في تلك المواقع. «شمس» طرقت باب أحد تلك المركز، بدأ العمل فيه منذ أكثر من سبعة أعوام، وتحديدا مع بداية العام الدراسي 1423ه، حيث كان التدريب قبل ذلك في مدرسة أبي أيوب الأنصاري لمدة خمسة أعوام، ومن قبل في مدرسة ابن كثير ولمدة عامين. مركز «البيروني» بجدة مختص بتقديم عدة دورات للمعلمين, وداخله تتوافر ست قاعات تدريبية مجهزة تجهيزا كاملا، حسب تأكيدات مدير المركز عبدالفتاح معروف «افتتح المبنى الخاص بالتدريب مكتب التربية والتعليم بجنوب جدة وبالتعاون مع إدارة التدريب التربوي، وتم تجهيزه بأحدث التجهيزات اللازمة لذلك, وكنا نعاني في السابق عدم وجود قاعات مجهزة لغرض التدريب, أما الآن فهناك بيئة تدريبية متكاملة وأماكن مريحة, والعدد الذي تستوعبه كل قاعة ما بين 20 إلى 25 مقعدا، بحيث إن المركز يدرب يوميا ما يقارب 120 متدربا, وندرب ما يقارب 1500 إلى 1800 متدرب سنويا، ودربنا خلال الأعوام الخمسةالماضية 7500 متدرب، شاملة جميع الدورات, التي أهمها الحاسب الآلي, واستراتيجيات التدريس الحديث, ومهارات التفكير, واللغة الإنجليزية, والتعلم بالاكتشاف وغيرها من الدورات, وكلها تصب في الرقي بمستوى المعلم، في ظل شعارنا الرقي بالفكر يقوده التدريب». وبين معروف أن عدد المدربين حاليا يتجاوز 35 مدربا، جميعهم ينتمون إلى التربية والتعليم «ونستقطب الكفاءات العالية من الأكاديميين بالتعليم العالي, كما أن مدربينا حاصلون على دورات متقدمة في التدريب، ومؤهلون تأهيلا علميا، فهم نواة قوية للتدريب, خاصة أن مركز التدريب يرسل بعض الدورات المقدمة إلى المدارس، ويختار المعلم الدورة التي يحتاج إليها». ويشير إلى أن هناك حوافز مقدمة للمتدربين «نقدم كل يوم اثنين سحبا على عشر جوائز تقدم للمتدربين، وهذه الجوائز عبارة عن كمبيوتر, وجوال, وغسالات، وثلاجات، وجوائز أخرى متنوعة، وهذه الجوائز مقدمة من مكتب التربية والتعليم بجنوب جدة, وللطلاب جانب في التدريب، بحيث ندرب المعلمين على اختبارات القدرات المقدمة للطلاب، وندرب الطلاب مجانا على اختبار القدرات، إذ إن في المعاهد الخارجية هناك دورات للقدرات، ولكن بأسعار عالية جدا». ويعترف معروف «رغم كل ما يقدم من دورات تأهيلية متميزة، ومغريات، إلا أن العزوف سيد الموقف من قبل المعلمين، الذين لا يهتمون كثيرا بالحضور إلى المركز، أو الالتحاق بالدورات المقدمة لهم, ولا نعرف ما هو السبب». وذكر أن المركز يحصل باستمرار على شهادات شكر من مدير التعليم ونائبيه «نتمنى أن يكون مركز التدريب من أفضل وأحسن مراكز التدريب في المملكة, ونطالب مديري المدارس بأن يحثوا ويرغبوا المعلمين في الحضور إلى مركز التدريب, ونناشد كل معلم أن يأتي ولو مرة واحدة فقط إلى المركز لحضور دورة تدريبية، وإذا رأى أنه لم يستفد فسنقول له لا تأت مرة أخرى» .