لم يدر في خلد أحد المواطنين أن تتحول التوصية بعلاج طفله في الخارج وبشكل «عاجل» إلى معاملة روتينية «تزحف» ما بين مكاتب الهيئة الطبية أربعة أعوام مهددة بتفاقم حالة طفله الذي يعاني اعتلالا في الشبكية بسبب ولادته قبل اكتمال فترة الحمل. وقال بدر الحربي ل«شمس» إن مستشفى الملك خالد للعيون أوصى في 14 فبراير 2009 بسرعة تسفير طفله ثامر «سبعة أعوام» إلى الخارج لإصابته باعتلال بشبكية العين اليمنى وانفصال في الشبكية في العين اليسرى: «حملت خطاب المستشفى إلى وزارة الصحة التي حولتني إلى الهيئة الطبية التي استلمت المعاملة، وظلت تخبرني في كل مرة أن الرد سيأتي بعد أن تجتمع اللجنة، واستمر الحال أربعة أعوام كاملة كان ابني يفقد بصره تدريجيا، فأرسلت برقية إلى مكتب ولي العهد الذي تكفل بعلاجه خارج المملكة على نفقته الخاصة». وذكر أنه سافر مع طفله إلى أمريكا؛ حيث أجريت له عمليات في الشبكية لاستئصال زجاجية العين ومعالجة الغشاء وإعادة ربط شبكية العين اليمنى، واستغرق الأمر شهرين، وأوصى الأطباء بعدها بعودة طفلي بتاريخ 12 أكتوبر 2010 لإجراء عملية أخرى تحت إشراف الطبيب ميشيل تريس. وأضاف الحربي أن المعاناة بدأت مرة أخرى بعد أن تقدم للوزارة بطلب لتسفير طفله لإجراء العملية الثانية مشفوعا بالتقارير الطبية من الطبيب المعالج، حيث تنقلت من قسم لآخر ومن إدارة إلى أخرى: «حدث ما كنت أخشاه فقد فات على الموعد المقرر لإجراء العملية الثانية سبعة أشهر كاملة، وبدأت أفكر في الاستقالة من عملي وأخذ كافة مستحقاتي للسفر حتى أنقذ طفلي من العمى بعد أن حرم حتى من مدرسته والتمتع بطفولته».