«صناع القرار الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم سيضعون خلاصة تجاربهم وأفكارهم خلال الجلسات العلمية بهدف تحقيق أكبر فائدة لمستقبل اقتصادي زاهر على الصعيدين المحلي والعالمي. والمنتدى لن يتخلى عن صبغته العالمية التي اشتهر بها حيث سيناقش أبرز القوى التي ستشكل العقد المقبل». هذه كانت كلمات الشيخ صالح كامل رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة مع بداية فعاليات منتدى جدة الاقتصادي الذي أنهى جلساته الثلاثاء الماضي. وجاء المنتدى هذا العام في دورته ال 11 وسط تغيرات وتحولات سريعة جعلته يختار «متغيرات القرن ال 21» عنوانا له. هذا الاختيار الموفق للشعار اكتفى بالبقاء عنوانا للذكرى فقط. المنتدى جاء ضعيفا ومخيبا للآمال، لم ينجح منتدى جدة الاقتصادي في نظر كثير من الاقتصاديين والمشاركين والمتابعين الذين وجدوه تقليديا لم يحمل معه أي جديد، بل تنازل عن أهم التوصيات التي انتظروها لتحويلها إلى مبادرات حقيقية وفعالة. غابت أسماء العقول الاقتصادية المهمة، واستبدلت بها أسماء رجال أعمال محليين تكررت مشاركتهم في المنتدى مرات عدة. وكذلك غاب الحضور النسائي اللافت منذ اليوم الأول على الرغم من اهتمام المرأة بالأعمال التجارية والاقتصاد، وهذا الأمر ظهر جليا من خلال المشاركة النسائية الكبيرة في منتدى السيدة خديجة منذ أشهر قليلة ماضية. في الجانب الآخر حضر الشباب في جلسة المنتدى الأخيرة والتقوا مع الأمير خالد الفيصل لمحاورته عن همومهم ومشاكل مدينتهم، هذا اللقاء كان بادرة شبابية مهمة في إثبات واضح لمدى حاجتهم إلى من يستمع إليهم. كان لهذا الحوار أن يكون أكثر أهمية وفعالية لو أنه لم يدخل تحت مظلة منتدى جدة الاقتصادي. الحضور الأجنبي المهتم بالقضايا الاقتصادية لم يأت للاستماع لقضايا ومطالب محلية، وهذا ما جعل الكثيرين ينتقدون تحول المنتدى إلى منبر لمناقشة هموم الشباب وأهالي جدة. مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان ربما كانت الورقة الرابحة الوحيدة، خطابه للاقتصاديين وللعالم من منبر المنتدى كانت كافية للحظات بأن يغض المتابعون النظر عن ضعف المنتدى. إذا كان القائمون على المنتدى يريدون إيصاله إلى العالمية، عليهم أن يدركوا منذ البداية أنه حدث مهم لمدينة جدة وللمملكة وللاقتصاد، وليس مناسبة دورية لا بد أن تقام بأي شكل وبأي صورة كانت.