صمم أربعة مهندسين من طلاب السنة الأخيرة بكلية الهندسة، قسم الهندسة الكهربائية، بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، عداد قدرة كهربائية ذكيا، كإنجاز يعد الأول من نوعه على مستوى تخصصات الهندسة الكهربائية في المملكة. كما استطاع كل من المهندس ريان حمصاني، المهندس محمد الغامدي، المهندس سعيد كدسة، والمهندس عبد الإله الشهري، إنجاز مشروع تخرجهم الذي أشرف عليه الدكتور عبدالعزيز عثمان الغامدي، الأستاذ المشارك بقسم الهندسة الكهربائية بالجامعة. ويتميز العداد بأهميته في فترة الصيف «وقت الذروة»، وتحديدا من الساعة الواحدة ظهرا حتى الخامسة عصرا، وهي الفترة الأعلى استخداما للكهرباء، حيث يتفاعل العداد مع كمية الاستهلاك، وهناك ثلاث إشارات ضوئية على الجهاز الأولى إضاءة خضراء، وهي تعني الاستخدام الطبيعي، مع تطور الاستهلاك وقبل أن يصل الاستهلاك إلى الحد الذي يفصل معه الكهرباء يبادر العداد بإعطاء إنذار صوتي وإضاءة برتقالية، وتعني أن الاستخدام ارتفع، وبمجرد أن يزيد التحميل لا تفصل الكهرباء مباشرة، إنما يعطي العداد إنذارا صوتيا وإضاءة حمراء، إضافة إلى مضاعفة سعر الاستهلاك، فإن زاد التحميل أكثر يفصل العداد الكهرباء عن الأحمال الثانوية التي تم تحديدها سلفا من قبل صاحب المنشأة. ويتابع العداد الزمن والتاريخ ومستوى استهلاك الطاقة الكهربائية للمستهلكين، فإذا اتفق زمن الذروة في فترة الصيف من الواحدة ظهرا حتى الخامسة عصرا، مع مستوى استهلاك أعلى من حد معين، يتم تخزينه في العداد مسبقا، ويصدر العداد صوت تنبيه وإشارة ضوئية تنبه المستهلك إلى أنه دخل إلى حد التعريفة المرتفع. وإذا استمر المستهلك في رفع مستوى استهلاكه، فإن العداد يصدر إشارة لقاطعة كهربائية تفصل بعض الأحمال الثانوية «ذات الأهمية الأقل»، يتم تحديدها عند تركيب العداد. ويستمر العداد في مراجعة أحمال المستهلك، فإن خفض المستهلك مستوى استهلاكه إلى الحد الذي يمكن معه إعادة الحمل الثانوي المفصول، فإن ذلك الحمل يعاد له بشكل أوتوماتيكي. وأوضح الطلاب أن العداد ينقسم إلى قسمين، الأول للأحمال الأساسية داخل المنشأة، وقسم آخر للأحمال الثانوية «الأقل أهمية»، بحيث يتمكن صاحب المنشأة من توزيع الأماكن بحسب الأهمية. كما يظهر العداد من خلال شاشته الأمامية مقدار الاستهلاك الحالي وقيمته، بالإضافة إلى قيمة الاستهلاك التراكمي وتوازن الأحمال على الأطوار الثلاثة «الفيزات الثلاث»، ما يمكن المستهلك من معرفة قيمة استهلاكه في كل شهر، كما يعطي المستهلك قدرة على متابعة استهلاكه الشهري إضافة إلى «تصفير» العداد الشهري ليتمكن من مراقبة استهلاكه الشهري ويحاول الموازنة بين ذلك لتوفير الاستهلاك. واستوحى الطلاب المخترعون فكرة هذا العداد من خلال المشاكل التي تعاني منها شركة الكهرباء من ارتفاع الاستهلاك للطاقة في وقت الذروة، بالإضافة إلى أن شركة الكهرباء لم تغط حتى الآن احتياج المستهلكين بزيادة محطات التوليد. وأشاروا إلى أنه «وجدنا أن حل هذه الإشكاليات بيد العميل نفسه من خلال توعيته أولا، وإن لم يستجب لهذه التوعية، فسنلجأ إلى مضاعفة الأسعار إن تجاوز الحد، إضافة إلى فصل الكهرباء عن الجزء الأقل أهمية، فأردنا من ذلك توزيع هذا الحمل الكبير على كافة اليوم وعدم حصره في وقت معين فقط». وأبانوا أن هذا المشروع تم دعمه من شركة الكهرباء وبإشراف أعضاء وأكاديميين تحت اسم كرسي الكهرباء، فيما جاءت فكرة العداد من الدكتور عبدالعزيز الغامدي «وأضفنا عليها بعض الأفكار التي دعمت المشروع وأخرجته بهذا الشكل الإبداعي، حيث سيضاف إلى العداد ذاكرة تحتفظ بجميع الاستهلاك اليومي، ليتمكن العميل من التعرف على استهلاكه اليومي ليوافق بين الأيام ويخفف الاستهلاك قدر المستطاع، وراعينا من خلال هذا المشروع أن العداد سيوجه إلى جميع شرائح المجتمع، فالإنذار يكون بأشكال مختلفة فالإنذار صوتيا وضوئيا ليتمكن الجميع من التعامل الصحيح مع العداد، وهدفنا من هذا المشروع ترشيد استهلاك الطاقة، فالوعي بين الناس مفقود بشكل واضح». وأوضحوا أن بعض العوائق واجهتهم، لكنها لم تؤخر المشروع، إنما استطاعوا التغلب عليها «كنا في بداية الأمر نفتقد إلى فكرة المشروع التي ساعدنا فيها كثيرا المشرف، بالإضافة إلى أن العداد كان فيه جزء البرمجة، فعاودنا قراءة كتب البرمجة لحل هذه المشكلة، ليخرج العداد حاليا قابلا للاستخدام، مع أن المشروع لو تطور قد يصغر حجمه وتضاف عليه بعض التعديلات الطفيفة التي تجعله أفضل مما عليه حاليا». وأوضح المشرف على المشروع الدكتور عبدالعزيز الغامدي، أن الطلاب استصعبوا في بداية الأمر فكرة المشروع، إلا أنهم مع بدايته وجدوا أنهم قادرون على تنفيذ المشروع وغيره من المشاريع، فنحن دائما نقوم بدفع هؤلاء الشباب إلى اقتحام مثل هذه المجالات العلمية «كان الجهاز في البداية حلم الطلاب، فحاولت تهوين الأمر بصنع العداد مبدئيا، وبعد إنجازه تطور الأمر للبدء في تطوير الجهاز ليكون ذكيا كما هو الآن، والمشروع قابل للتطوير وجاهز للعمل، إلا أنه ينقصه الداعم المادي وهو الأساس، ومن السهل جدا إنتاج كميات كبيرة جدا ونشره في السوق للبيع» .