زوجتي لم تنجب رغم أني صرفت كل ما أملك عليها عند الأطباء فاستحال إنجابها، ورغم حبي الشديد لها لكنها لم تقدر ذلك، علما أنها تحبني حد الامتلاك، ولكن عندما أردت أن أتزوج أخرى لكي تنجب، أصرت زوجتي على الطلاق فطلقتها رغما عني. فماذا أفعل كي أنساها وأكمل حياتي؟ بداية أمر المؤمن كله خير وأمرنا بين: وعسى أن تحبوا وعسى أن تكرهوا. ولعل سطور رسالتك استوقفتني لأسأل هل تزوجت بالفعل وقضي الأمر؟ هل كانت هناك محاولات بالنقاش وتدخل طرف قريب ومحبب لزوجتك بحيث تجرب فترة وترى كيف تسير الأمور بينكما مع تواجد زوجة ثانية. فإذا كان الطلاق تم بالفعل فيجب تحري الاستشارة والاستخارة، وأن تكون الزوجة الثانية فيها كل ما تحبه حتى لا تفتح بابا للمقارنة وافتقاد خصال وطباع الأولى. نحاول جاهدين أن نبعد كل معوقات نسيانها، ونزيد كل أسباب الاستقرار والمودة مع الزوجة الجديدة. قدر الله وما شاء فعل، ولا داعي إلى تكرار التفكير والتركيز فيما مضى لأنه يسمح بتسلط فكرة عقدة الذنب أنك طلقتها ولا ذنب لها في ذلك. استعن بالله أن يرضيك بما قسمه لك من الرزق؛ فالزوجة الصالحة رزق، والذرية رزق، وهي أيضا فتنة كما أنها هدية من الله عز وجل؛ لذا وجب علينا قبول الهدية أيا كانت، والرضا ومراقبة الله في كل الأوضاع، بداية من النية الصالحة الصادقة، والزواج والإنجاب لله وفي الله. وأكثر من الدعاء والذكر وألح على الله أن ينزع حبها من قلبك.. وجاهد نفسك واستعن بالله بإرادة قوية ولا تعجز؛ حتى لا تخطر في بالك لعلمك أنها اليوم ليست من حقك، وعليك الدعاء لها في ظهر الغيب وأن تتمنى لها كل ما تحبه لنفسك. ليس هناك فائدة من وراء تكرار الرسائل السلبية؛ لأن ما أصابك ما كان ليخطئك، وليس لك أو لها فيما جرى سبب فهو مكتوب في اللوح قبل الخلق نفسه. علينا أن نضع بدائل التفكير فيها والشوق لها، ويكون الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن هما أدوات الاستمرار على الصدق والإخلاص مع الزوجة الجديدة. البدائل مثل: ممارسة الرياضة بشكل قوي ومستمر.. وشغل كل الوقت بإيجابية تصلح نفسك وترتقي بها وفي الوقت نفسه تنفع غيرك. لا بد أن ترتب تفكيرك وتدير نفسك وبيتك وتحرص على ساعات أيامك ألا تضيع وراء الخيالات والتفكير السلبي المضيع للوقت والجهد والطاقة. واندمج مع عائلة الزوجة الجديدة، وانشغل بهم وبما يحتاجون وحقق نجاحات في العلاقات الأسرية والعائلية. ومن أهم أسباب الرقي بنفسك زيادة الجانب الإيماني، تقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، واشترك مع زوجتك في عبادات جماعية من صلاة أو قراءة قرآن... وكما تغذي الجانب الروحي احرص على تغذية الجانب الفكري بالاطلاع والتأهيل بالتعرف على كيفية تربية الأبناء وحقوق الزوجين. أبشر وتفاءل بالمستقبل، ولا تبك أو تفكر في الماضي المسكوب، وأكثر من الاستغفار يفرج الله همك ويرزقك من حيث لا حول لك ولا قوة. المجيب: أماني محمد داود استشارية اجتماعية