قبل ساعات من انطلاق انتخابات مؤسسات الطوافة اليوم، رفعت جهات غير رسمية، وصفت نفسها بالمحتسبين، شعار الاحتساب ضد دخول المرأة في تلك المجالس. وتحت شعار «اقترب موعد الانتخابات10 / 4، ودخول المطوفات في مجالس المؤسسات أمر خطير، فهل ستكون مثل غرفة جدة؟ هذا هو المتوقع». ودعت رسائل بريدية إلكترونية إلى «فلنتواصل عاجلا بوزير الحج والمفتي والمشايخ لوقف ترشيح النساء بمجالس مؤسسات الطوافة». وعلمت «شمس» أنهم بادروا برفع خطاب إلى جهات عليا، معتبرين مجرد وجودها في هذا الإطار مخالفا للشريعة وتعاليم الدين الحنيف. وعلى طريقة معرض الكتاب انطلقت رسائل مجهولة المصدر، يطالب مرسلوها بدعم الخطاب، مستنكرين فيه الدعوات الصحفية التي تطالب ترشيح النساء بمجالس مؤسسات الطوافة، مشيرين في رسالتهم إلى أن «الأمر خطير سيتوجب سرعة المكاتبة إلى وزير الحج على إيميله الشخصي، الذي وضع من ضمن الرسالة، وضرورة الوصول إلى العلماء والشيوخ ومناصحتهم، وإيضاح خطورة الأمر لهم، وإلا ستصبح مجالس الطوافة كغرفة جدة التجارية». وأوضحت المصادر أن هناك «مجموعات بريدية تعمل بشكل منظم في إعداد ورصد المخالفات والتجاوزات التي تحدث في الصحف والقنوات في ملف صحفي يرسل بشكل يومي إلى المشتركين في المجموعة البريدية، وتذلل توصيات من قبل المرسلين في طريقة التعامل مع كل مناسبة». لكن بسؤال وكيل الوزارة لشؤون الحج والعمرة نائب رئيس لجنة الإشراف العام على أعمال انتخابات الطوافة الدكتور عيسى رواس حول عدم مشاركة المرأة في انتخابات الطوافة، اكتفى بالتأكيد ل«شمس»على أن «المرأة مشاركة في انتخابات الطوافة». من جانب آخر اعتبرت عدد من المطوفات تلك الدعوة إجهاضا لحقوقهن المعروفة تاريخيا وتنظيميا، ليجدن أنفسهن حاليا رهن البقاء في خانة الانتخاب لا الترشيح. وطالب عدد من المطوفات باستلام مهام عضوات في مؤسسات الطوافة بدلا من مشاركتهن في التصويت والانتخابات، مؤكدات في الوقت ذاته على أحقيتهن في دخول عضوية مجالس إدارات مؤسسات الطوافة أسوة بالمطوفين الرجال. وتؤكد المطوفة زين راوه أن العديد من المطوفات يطالبن بأن تصبح المطوفة عضوة في مجلس إدارة مؤسسات الطوافة «حيث إن المطوفة تساهم مع المطوف في تقديم الخدمة للحاجات وضيفات الرحمن، وذلك بما يتناسب مع طبيعة المرأة وتعاليم ديننا الحنيف، وتقوم بالكثير من الأعمال في موسم الحج كزيارة المرضى من الحاجات، وإلقاء المحاضرات التوعوية عن كيفية أداء الشعائر، وتستطيع المطوفة إثبات وجودها كونها عضوة في مجلس الإدارة، وليست ناخبة فحسب، وذلك نظرا إلى وجود مطوفات مؤهلات أكاديميا وميدانيا ومهنيا». وتشير المطوفة شادية جنبي أن المرأة المطوفة كانت منذ بداية العصر الإسلامي تستقبل ضيفات الرحمن وتساعد المرأة الحاجة بالذهاب معها إلى الحرم، وتقدم لها واجب الضيافة مؤكدة أن عمل المرأة المطوفة في السابق كان فعالا «ولكنه الآن أصبح مهمشا، بحيث نجد أن كثيرا من الإدارات الحكومية أصبحت تتفاعل مع الأقسام النسائية عدا مؤسسات الطوافة، حيث من الملاحظ أنهم في المؤسسات لا يحبذون نزول المرأة المطوفة إلى الميدان، لذا نطالب بأن تصبح المرأة عضوة في إدارة مؤسسات الطوافة، وليست ناخبة فقط أسوة بالقطاعات الأخرى كالغرفة التجارية والصناعية والتقاعد وغيرها من القطاعات».