ذكر خبراء ومتخصصون أن معدلات الإصابة بمرض الروماتويد بين السعوديين تتجه للارتفاع خلال السنوات المقبلة، لافتين إلى أهمية الكشف المبكر عن المرض. وخلال الاجتماع التحضيري للمؤتمر العاشر للجمعية العربية لأمراض المفاصل والروماتيزم الذي عقد بجدة مساء أول أمس، ناقش لفيف من الاستشاريين والأطباء المختصين آخر مستجدات التهاب المفاصل والروماتيزم في المملكة والعالم. وأوضح رئيس الجمعية العربية لأمراض المفاصل والروماتزم، استشاري ورئيس قسم أمراض الروماتزم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة الدكتور حسين حلبي، أن الاجتماع التحضيري استعرض جدول أعمال المؤتمر الذي يعقد في مستهل العام المقبل، وما يتضمنه من ورش العمل، ستقدم خلالها العديد من الأبحاث العلمية المتعلقة بتلك الأمراض، وانعكاساتها على صحة الفرد والمجتمع، وسبل تقديم العلاج الأمثل لمن يعانونها. وبين الدكتور حلبي، الذي يرأس الجمعية العربية لأمراض المفاصل والروماتزم في دورتها الحالية، أن المؤتمر يسعى إلى عمل سجل وطني لأمراض الروماتيزم، وتعزيز الوعي بخطورة تلك الأمراض لدى كل من الأطباء والمجتمع، حيث سيناقش المؤتمر أمراض الروماتزم بشكل عام مع التركيز على الروماتويد المفصلي. وأشار إلى أهمية الكشف المبكر عن أمراض الروماتزم واحتمالات الإصابة بها قبل حدوثها فعليا، مؤكدا أن كثيرين ممن يعانون تلك الأمراض لا يكتشفونها إلا في وقت متأخر. وشدد حلبي على أن التشخيص غير المناسب يعقد الحالة وقد يتسبب في تدهورها، حيث إن أمراض الروماتيزم قائمة بذاتها ولا يمكن علاجها بواسطة طبيب جراحة العظام. وقال إن كثيرا من التداعيات السلبية لتلك الأمراض تنتج عن قلة الوعي بأعراضها، وسبل الوقاية منها وكذلك أساليب العلاج. من ناحية أخرى، أشار الدكتور حلبي إلى أن احتمال الإصابة السنوية بمرض الروماتويد في المملكة تصل إلى واحد لكل 3000 شخص بحسب الإحصائيات العالمية، فيما تبلغ نسب الإصابة الفعلية بالمرض 250 ألف حالة تقريبا. وتتمثل أعراض المرض الأولية لمرض التهاب الروماتويد بتيبس وألم في المفاصل، وتورم مع صعوبة في الحركة، وكذلك إمكانية حدوث أعراض أخرى مثل فقدان الطاقة والشعور بالتعب وفقدان الشهية والحمى، وتتركز إصابة الروماتويد في المفاصل وفي حال عدم علاج المرض فإنه يتسبب في حدوث تشوه دائم في المفصل. وتشير التقارير إلى أن التهاب الروماتويد المفصلي يصيب 1 % من سكان العالم، وغالبا ما يصيب الفئات العمرية بين 18 و60 عاما من الجنسين، فيما تؤكد بعض التقارير أن هذا المرض يكثر لدى النساء بشكل أكبر من الرجال بمعدل ثلاث نساء مقابل رجل واحد. ويسبب الروماتويد المفصلي التهاب الأغشية الداخلية للمفاصل وهو ما ينتج عنه تهيج الألم وتيبس المفاصل وتورمها، ومن الممكن أن يؤدي إلى حدوث تآكل في المفاصل وبمرور الوقت قد يؤدي هذا التآكل إلى تورم وفقدان القدرة على الحركة .