- بسط الهلال سيطرته في مواجهات ديربي الرياض خلال الخمسة مواسم الأخيرة، وقطع أي مجال للشك في أحقية تفوقه المطلق على النصر محليا، ولم يشفع للنصر انتصار يتيم لفك هذه السيطرة التي التفت حوله وهو يقف أمامها بلا حراك. - منذ مباراة النصر والرياض في كأس ولي العهد الذي سبقه فوز الهلال على الأهلي، أشغل لاعبو النصر تفكيرهم في هذا اللقاء، وحصل الأمر نفسه في لقاء الدوري الأخير مع القادسية، وأكد ذلك الكرواتي دراجان الذي فشل في تنفيذ وعده وخسر النصر نفسيا وفنيا. - تتداول بعض جماهير النصر أن الإعلام يخدر الفريق، ومع هذه الأعذار أتذكر الجدل حول إعدام الإنسان في بعض الدول بإبرة مطهرة طبيا وهو معدم أساسا، فهذا التخدير هو من باب تقدير ظروف النصر المعدم في كل الأحوال، فإن انتصر الهلال أو هزم فهو احترم خصمه، بينما النصر المعدم نفسيا لن يؤثر فيه أي نوع من التخدير، ولن ينفع معه أي تكتيك فني مهما حاول المدرب ومهما امتلك من عناصر تفوق فنية، لأنه باختصار لم يجد إدارة تحاسبه عند الخسارة أو التعادل، ولم يجد رجلا له القدرة على رفع همم اللاعبين المهزومين نفسيا قبل اللقاء بأسبوعين. - مشكلة النصر أنه منغمس في الجزئيات وهو فاشل في إنجاح العموميات، بمعنى أنه منشغل بأخطاء التحكيم في المباريات الأخيرة، وفي الوقت نفسه فشل في تقديم نفسه فنيا بشكل يقنع من يريد الدفاع عنه. - في هذا اللقاء، لن أتحدث عن تفوق الهلال الصريح ولكن عن الفكر الفني العليل الذي دخل به المدرب هذا اللقاء، فلم أفهم سر الزيادة الدفاعية وقص أجنحة النصر بتقييد الأظهر ولاعبي الوسط من التقدم ومعه انتشار سيئ، ولم نر هجمات مرتدة تعطي دلالة على فكر يريد المدرب الوصول له. - لكن ماذا عسى التكتيك أن يغير في لاعبين عديمي الإحساس، وزيادة على ذلك احتجاجات تافهة على حكم اللقاء في وقت لم يقدموا ما يشفع لهم وسط فرجة من إدارة النادي على سوء صنيعهم.