ضرب زلزال عنيف بقوة 8.9 درجة الجمعة شمال شرق اليابان مما أدى إلى اهتزاز المباني في طوكيو وتسبب بأمواج تسونامي بعلو عشرة أمتار اجتاح سواحل سنداي شمال شرق البلاد على المحيط الهادئ. وأشارت وكالة جي جي برس الرسمية إلى سقوط قتيل أول شرق طوكيو، وكانت وسائل الإعلام أشارت إلى «العديد من الجرحى»، في الوقت الذي أرسلت فيه وزارة الدفاع سفنا إلى المنطقة المنكوبة. وأفادت وسائل الإعلام أن المياه غمرت مدرج مطار سنداي «منطقة مياجي». وضربت أمواج بعلو عدة أمتار مناطق أخرى من سواحل المحيط الهادئ. وأضافت وكالة جي جي برس أن موقف السيارات في منتجع ديزني «30 كلم شرق طوكيو» غمرته المياه. ووقع حريق هائل في مصفاة للنفط في مدينة إيتشيهارا «منطقة طوكيو» إثر الزلزال. وأظهرت صور عرضها التليفزيون ألسنة النيران ترتفع في المجمع الصناعي الذي تديره شركة «كوزمو أويل»اليابانية. ووقع الزلزال وقوته 8.9 درجة بحسب المعهد الجيوفيزيائي الأمريكي الذي قدرها ب7.9 درجة في وقت سابق، قرابة الساعة 14.46 «5.46 تغ» على عمق 24.4 كلم وعلى بعد 100 كلم تقريبا قبالة سواحل مياجي. وقالت مسؤولة في بلدية كوريهارا الأكثر تضررا في المنطقة «لقد كان الاهتزاز عنيفا لدرجة أنه كان علينا التمسك بشيء ما لتفادي السقوط». وأضافت المسؤولة لم نتمكن من مغادرة المبنى لأن الهزات لم تتوقف. وأكدت السلطات اليابانية اندلاع حريق داخل مبنى يضم توربينات في مصنع أوناغاوا النووي في منطقة مياجي شمال شرق اليابان، حسبما أفادت وكالة كيودو إثر الزلزال. إلا أن السلطات أكدت أنه لم يتم رصد أي تسرب مشع في المنشأة أو المواقع النووية الأخرى في المناطق المتضررة في الساعات التي تلت الزلزال والهزات الارتدادية التي تبعته. وأعلنت وزارة الصناعة أنه تم وقف ما مجمله 11 مفاعلا نوويا. وفي طوكيو التي تبعد 380 كلم، اهتزت ناطحات السحاب المبنية وفق معايير خاصة مقاومة للزلازل طويلا بعد الزلزال الذي استمر قرابة دقيقتين. وانهار سقف مبنى في وسط طوكيو، حيث كان 600 طالب يشاركون في مراسم تخرج مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى بحسب رجال الإطفاء ووسائل الإعلام. وداخل المكاتب والمنازل سقطت أغراض من على الرفوف وأوقفت المصاعد تلقائيا في الوقت الذي هرع فيه ملايين الأشخاص إلى الشوارع. وأشير إلى اندلاع ستة حرائق في العاصمة، حيث أفادت وسائل الإعلام عن سقوط العديد من الجرحى. وتوقفت الملاحة الجوية في مطار ناريتا على مشارف العاصمة «الأكبر في الأرخبيل» حيث تقرر إخلاء المباني. وأوقفت قنوات التليفزيون البث لنقل مشاهد حية للمباني وهي تتمايل في طوكيو. وروت هوريكان ساكي الموظفة في حي غينزا والتي نزلت مع زملائها بعد دقائق على وقوع الزلزال «كنت في المكتب في الطابق العاشر من المبنى. بدأت الجدران بالاهتزاز ثم الأثاث. لم أشهد مثل هذا لقد شعرت بالخوف». وكان آلاف السكان والموظفين في الحي لا يزالون متجمعين في الشوارع بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة على وقوع الزلزال تخوفا من هزات ارتدادية. وأصيب 20 شخصا على الأقل بجروح في أوساكي في منطقة مياجي «شمال شرق» بعضهم بتساقط أغراض، وآخرون علقوا تحت الأنقاض، بحسب وكالة كيودو نقلا عن رجال الإطفاء. وأشير إلى وقوع ستة حرائق على الأقل في العاصمة، حيث توقفت قطارات الأنفاق «مترو» وعلت صافرات الإنذار وهرع السكان من المباني. وتقع اليابان على «حزام النار في المحيط الهادئ» وفيها عدد من البراكين ويعتبر موقع طوكيو الجغرافي من الأكثر خطورة. وأضافت وكالة كيودو أن حركة النقل الجوي والبري والقطارات توقفت في قسم كبير من البلاد. وأوقفت حركة القطارات السريعة «شينكانسين» على الفور في كل أنحاء شمال شرق الأرخبيل، كما أغلقت الطرقات السريعة في منطقة طوكيو بعد دقائق على وقوع الزلزال. وعلى الأثر تراجع سعر العملة الوطنية إلى 83.30 ين للدولار الأمريكي مقارنة ب82.81 قبل وقوع الزلزال. وأصدر مركز مراقبة التسونامي في الولاياتالمتحدة إنذارا بوقوع تسونامي يشمل مجمل منطقة الهادئ تقريبا بما فيها أستراليا وجنوب القارة الأمريكية. وصدر إنذار بوقوع مد بحري الجمعة في أرخبيل جزر الكوريل الروسية، بحسب متحدثة باسم وزارة الأوضاع الطارئة في المنطقة. ويشمل الإنذار كل جزر الأرخبيل بما فيها الجزر الأربع في جنوبه والمتنازع عليها بين روسياواليابان. وأوضحت المتحدثة أنه «يتم إجلاء السكان». وكان مركز التسونامي في المحيط الهادئ أصدر إنذارا بوقوع تسونامي الجمعة في اليابانوروسيا والفلبين وجزر ماريان، حيث يتم إجلاء السكان. من جهتها، أصدرت السلطات الإندونيسية الجمعة إنذارا بوقوع مد بحري في شرق البلاد لا سيما بابوازيا وجزر مولوكو. وكان مركز مراقبة التسونامي في المحيط الهادئ أعلن حالة إنذار في جزيرة غوام وتايوان والفلبين وجزر مارشال ونورو وميكرونيزيا وهاواي .