دفعت كارثة السيول التي ضربت جدة أخيرا، المسؤولين في المجلسين البلديين بأملج «تبوك» ووادي بن هشبل «خميس مشيط» إلى طرق أبواب «بلدي جدة» للتعرف على تجربتهم في درء أخطار الأمطار وكيفية مواجهة الأزمات والكوارث، حيث عقدت المجالس الثلاثة اجتماعا مع اثنين من أبرز الخبراء الأمريكيين الممثلين للشركة المسؤولة عن دراسات شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول بجدة بهدف التعرف على آخر الحلول التي جرى التوصل إليها. وقال رئيس «بلدي جدة» حسين باعقيل إن الاجتماع فرصة للتواصل بين المجالس البلدية بالسعودية وتبادل الخبرات ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشار إلى أن الجهود التي بذلت لدرء مخاطر السيول والأمطار كانت المحور الأساسي خلال اللقاء الذي شارك فيه مدير المشاريع بشركة «ألكو» الأمريكية المكلفة بالإشراف على دراسات شبكات تصريف الأمطار والسيول في جدة، جرام هبر، وممثل الشركة فاس هوسري، إضافة إلى مسؤولي إدارة المياه بأمانة جدة. لافتا إلى أنه جرى تقديم عرض مرئي عن الحلول المطروحة والتي سيجري تنفيذها خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن هبر عرض خلال الاجتماع رؤية شركة «إلكو» للحلول العاجلة لمواجهة مخاطر والسيول في جدة:«إنهم يدرسون 14 نقطة حرجة في شرق وشمال ووسط جدة تمثل حجر الزاوية في حال سقوط أي أمطار جديدة، وحظي سدا أم الخير والسامر بجانب كبير من الأهمية لتسببهما في أضرار كبيرة على الأحياء المجاورة، كما تحدث عن حزمة من الحلول تتضمن نزع الملكيات أو بقاءها في الأماكن الأكثر خطرا، وناقش تحديد مجاري السيول وارتباطها بقناة شمالية». من جانبه أشار نائب رئيس «بلدي جدة» المهندس حسن الزهراني إلى أن المشاركين حرصوا على طرح ملاحظاتهم ورؤيتهم عن السدود والقنوات الموجودة حاليا في جدة، وشددوا على أهمية الدراسات التي تجري في الوقت الحاضر من أجل وضع حل نهائي وجذري لمشاكل تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة، حتى لا تتكرر الخسائر في الأرواح والممتلكات. وأشار إلى أن الاجتماع برهن على وجود رؤية مشتركة لدى أغلب المجالس البلدية في السعودية، وزاد من مساحات الالتقاء خصوصا في قضية الأمطار والسيول التي تشغل المجلس البلدي بجدة على مدار السنوات الماضية، وتمثل الملف الرئيسي الذي يجري مناقشته بشكل أسبوعي من خلال لجنة درء مخاطر السيول والأمطار. وقدم عضو المجلس في جدة بسام أخضر عرضا مصورا عن الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية وعلى رأسها قضية السيول، مؤكدا أن المجلس واكب مشكلة الأمطار وعقد عددا من ورش العمل وقام بجولات ميدانية قبل موسم الأمطار بهدف وضع كل المحاذير أمام أمانة المحافظة ومراقبة استعداداتها لدرء المخاطر المحتملة، وكانت هناك عدد من الجلسات الطارئة خلال فترة سقوط الأمطار بحضور أمين محافظة جدة بهدف بحث حالات المتضررين في مختلف أحياء جدة والوقوف على التداعيات. وشدد على أهمية التنسيق بين الجهات الحكومية، وأوصى الاجتماع بضرورة وجود ضابط اتصال في كل مدينة يحدث التناغم المطلوب بين جميع الجهات بهدف توفير الجهد والوقت وتحقيق الخدمة المطلوبة. من جانبه أكد رئيس «بلدي وادي بن هشبل» عبدالرحمن القطامي أنهم تعرفوا على تجربة جدة وآلية العمل لتلافي مشكلات الأمطار والسيول في المستقبل خصوصا مع التغيرات المناخية التي جعلت جميع الأماكن معرضة لهذه المشكلة، كما اطلعوا على تجربة ترسية المشاريع والتغلب على تعثرها، والجهود الإغاثية والتطوعية خصوصا خلال فترة الكوارث، إضافة إلى طريقة تواصل المجلس مع الجمهور. أما رئيس «بلدي أملج» ناجي المرواني فلفت إلى ضرورة عقد اجتماع نصف سنوي يتبناه «بلدي جدة» ويضم جميع المجالس البلدية في المملكة لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود، مشيرا إلى ضرورة أن تكون هناك صلاحيات أكبر للمجالس البلدية لتأدية الدور المنوط بها على أكمل وجه، وأشار إلى أنهم استفادوا الكثير خلال لقائهم بالمسؤولين عن بلدي جدة أمس، في ظل وجود عدد من الخبرات في جميع التخصصات .