اعترفت فرنسا، أمس، بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي شكلته المعارضة في مدينة بنغازي بعد أن غادرتها قوات العقيد معمر القذافي باعتباره «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي معلنة أنها سترسل سفيرا قريبا إلى بنغازي. وأعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي ببروكسل أن الاتحاد انتهى من إقرار آليات قرار فرض عقوبات جديدة على نظام القذافي. ومن المقرر أن يبدأ سريان العقوبات هذا الأسبوع. وسيتم الإعلان عنها، اليوم، في الصحيفة الرسمية للاتحاد ما يعني بدء سريانها. ومن بين وسائل الضغط الجديدة تجميد ممتلكات خمس مؤسسات مالية ليبية. أكدت الرئاسة الفرنسية بقصر الإليزيه صحة المعلومات الخاصة بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي على الفور، ما يجعل فرنسا أول دولة تعترف بالمجلس. وقال علي العيساوي موفد المجلس في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بباريس «على أساس هذا الاعتراف، سنفتح ممثلية دبلوماسية وبالتالي سفارتنا، وسيقيم سفير لفرنسا في بنغازي بشكل مؤقت قبل الانتقال إلى طرابلس». وأعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه قبل اجتماع نظرائه بالاتحاد الأوروبي المخصص لليبيا، أن بلاده تأمل في أن يبدأ الأوروبيون حوارا مع «المسؤولين الليبيين الجدد»، وكرر أن معمر القذافي «فقد مصداقيته» وعليه أن يرحل. وينتظر أن «تفكر» ليبيا بقطع علاقتها مع فرنسا بعد اعترافها بالمجلس الانتقالي. وأظهرت وثائق رسمية، أمس الأول، أن الاتحاد الأوروبي سيوجه دعوة إلى الزعيم الليبي من أجل «التخلي عن السلطة فورا»، رغم أن دبلوماسيين حذروا من أن الدول الأعضاء بالاتحاد لا تزال منقسمة بشأن خطط فرض منطقة حظر طيران. وتنص مسودة بيان من المقرر الموافقة عليها في قمة الاتحاد، اليوم، على أنه «يجب على القذافي أن يتخلى عن السلطة فورا». وفي حال اعتماده، فإن البيان سيكون الرسالة الأشد لهجة حتى الآن التي يوجهها الاتحاد الأوروبي إلى الزعيم الليبي المحاصر والمتهم بالتحريض على سفك دماء لمواجهة ثورة شعبية تدخل الآن أسبوعها الرابع. وقادت فرنسا وبريطانيا الجهود لدفع مجلس الأمن الدولي إلى الموافقة على قرار يفوض بإنشاء منطقة حظر طيران لإجبار القوات الجوية التابعة للقذافي على عدم الطيران، إلا أن ألمانيا أعربت عن تحفظات. وتعقد جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا طارئا، اليوم، لبحث تداعيات الأحداث الجارية في ليبيا. وعلى الأرض في ليبيا، باتت مدينة الزاوية، 40 كلم غرب طرابلس، تخضع لسيطرة القوات الموالية للقذافي بعد أيام من المواجهات العنيفة مع المعارضين. وبث التليفزيون الرسمي من جانب آخر، أمس الأول، صور تظاهرة «ضخمة» مؤيدة للنظام في الزاوية بعد هزيمة المتمردين. «المدينة حاليا تحت سيطرة الجيش الليبي»، حسب أحد الشهود. وتعتبر الزاوية معقل المعارضين الأقرب إلى العاصمة، ووقعت فيها معارك عنيفة وعمليات قصف في الأيام الأخيرة، دون أي حسم للموقف. وواصلت قوات القذافي قصف بلدة رأس لانوف النفطية بشرق ليبيا. وسقطت قذيفة مدفعية واحدة على الأقل في حي سكني كبير غادره سكانه مطلع الأسبوع مع تقدم القوات الموالية للقذافي. وأوقف هجوم مضاد تقدم المعارضين على الساحل الشرقي الليبي إذ اضطروا للانسحاب من بلدة بن جواد الاستراتيجية بعد تعرضهم لإطلاق نيران كثيف. وقالت المعارضة المسلحة إنها الآن متمركزة على مشارف بن جواد وقرب مجمع السدرة النفطي الذي تعرض إلى ضربة مباشرة خلال القتال، أمس الأول، ما أدى إلى تصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب .