يدور الحديث همسا وعلنا هذه الأيام عن مهرجان الاعتزال المرتقب لقائد الاتحاد السابق أحمد جميل في ال25 من مارس الجاري، وموضوع الحديث ليس فقط عن التأخير الطويل في إعلان إقامة المهرجان للاعب, كان الاتحاديون يعتبرونه الفأل الحسن لأنه قاد الفريق لعصر الإنجازات بعد أن قص شريط الثلاثية التاريخية التي فتحت أبواب المجد لعميد الأندية السعودية الذي ظل حتى ذلك التاريخ «1417ه» خاليا من الألقاب الكبيرة التي تناسب تاريخه وعراقته، بل يتمحور الحديث حول الفريق الضيف صاحب الفقرة الرئيسة في المهرجان وهو «طرابزون» التركي. فقياسا بالمهرجانات التي أقيمت لنجوم الكرة السعودية ممن زاملوا أحمد جميل وقدموا نفس إنجازاته رأى الجميع بلا استثناء أن القائمين على أمر المهرجان لم يوفقوا في الاختيار، خاصة وأن آخر تكريم أقيم للاعب اتحادي كان من نصيب حمزة إدريس وشهد تواجد نادي يوفنتوس الإيطالي وقبله شهد مهرجان ماجد عبدالله حضور ريال مدريد, وسامي الجابر حضور مانشستر يونايتد. العارفون ببواطن الأمور الاتحادية لم يكونوا ليستغربوا ما آل إليه التكريم الذي يأتي «متواضعا» قياسا بما سبقته من مهرجانات لمعرفتهم التامة بمكونات شخصية أحمد جميل الذي عرف طوال تواجده في نادي الاتحاد كلاعب ومن ثم كقائد بالجدية والانضباط وحبه وغيرته الشديدة على الفريق ما ولد بعضا من الجفاء بينه وبين شرفيين كبار لم يعجبهم وقتها نفوذه الواضح وسط اللاعبين وتصديه لمشكلاتهم وتفوقه عليهم في فرض رأيه في أكثر من مناسبة، وولدت تلك المواقف بالتالي تباعدا بينه وبين اتحاديين داعمين كان أصلا قليل الصلة بهم فوجدوا أنفسهم غير معنيين بتدبير أمر مهرجانه، وهو ما ساقه أحمد جميل نفسه في واحدة من أحاديثه المتباعدة بأنه لن يتسول رجالات ناديه لإقامة حفل اعتزال له حتى لو لم يقام نهائيا. في الجانب الآخر كانت صلة أحمد جميل بشرفي بارز ورئيس سابق للنادي تسير كأحلى ما يكون بعد أن جمعتهما صداقة قديمة كان فيها الكابتن هو الطرف الأشهر قبل أن تنقلب الموازين ويصبح الصديق هو الآمر الناهي بالنادي، وتدب الخلافات بين الصديقين بسبب وشاية من كانوا يبحثون عن «رضا» الرئيس الثري ويجد أحمد جميل نفسه مجددا بلا سند شرفي ينقذ مهرجانه الذي كان يريده كرد اعتبار لتاريخه وليس لأسباب مالية، خاصة وأنه يتمتع بوضع اقتصادي أكثر من ممتاز. ووجد اتحاديون ممن ساءهم بقاؤه دون تكريم أمثال الدكتور خالد المرزوقي وإبراهيم علوان أنفسهم يسارعون لطي هذا الملف بأقل التكاليف ولكن مع كثير من التثمين لجهود واحد من أفضل لاعبي النادي، وأكثرهم تأثيرا.. حتى لو كان الفريق الضيف هو «طرابزون» التركي وليس برشلونة الإسباني .