النفس البشرية تختلف من شخص لآخر، فالبعض لديه القدرة على تجاهل الهجوم والتشكيك الذي يواجهه ويتفرغ لعمله لأن له هدفا يريد الوصول إليه، والبعض الآخر قدرته على التحمل ضعيفه وينفجر بسرعة كبيرة ويبدأ يتشتت بين عمله والرد على من ينتقده سواء كان على صواب أو خطأ، وهذا ما يحصل حاليا للنجم ياسر القحطاني. أصبح حديث ياسر في الفترة الأخيرة للإعلام أكثر من عمله، وليست لديه الرغبه في تقبل أي نوع من النقد ويتعامل مع ظروف مختلفة مرت عليه كقائد للمنتخب والهلال بأسلوب لا يخلو من التهكم كثيرا والمنطقية قليلا. في تصريحه الأخير قبيل مباراة الهلال والأهلي في الدوري وعلى الرغم من كمية التهكم الذي خرج به والاستخفاف التي لم تفارق أطروحاته وردوده، إلا أنه لامس مشكلة طرحت سابقا عن تأثير التوقفات في المسابقات المحلية على مردود الأندية وتفاوتها من فترة لأخرى، وتحدثت سابقا أن الأندية لدينا تستعد في الموسم ثلاث مرات بسبب طول فترات التوقف وكثرتها. بداية الدوري لدينا هذا الموسم كانت ممتعة وتعتبر أفضل بداية في الأعوام الأخيرة من حيث رغبة الأندية في التنافس، وبالرغم من صعوبة حفاظ أي ناد على نفس الرتم لفترة طويلة وتوزيع الجهد اللياقي طوال المواسم بحيث يتصاعد كلما مر الوقت، إلا أن كثرة التوقفات من أجل المنتخب ومن أجل ناد أضرت الدوري وأفقدته متعته مبكرا، ومل الجميع من نقد لجنة المسابقات التي تقوم بالجدولة وكأنها لا تعرف عن مشاركات المنتخب والأندية خارجيا وليس لديها أي خيارات بديلة. أما بالنسبة لحديث ياسر عن المحللين فهو قريب للصحة، كون أغلب المحللين تركوا النقد الفني وتوجهوا لنشاطات أخرى لا علاقة لهم فيها، ويشاركهم في ذلك مديرو هذه البرامج التحليلية الذين يبحثون عن الإثارة في خرم إبرة، وسط تأييد من قنوات أصبحت تلهث وراء الانتشار بأرخص الطرق. يقول ياسر: إنهم تركوا المباريات الصغيرة للآخرين؛ لأن الهلال يظهر أمام الفرق الكبيرة، مع العلم أن فشل الهلال الآسيوي كان أمام فرق مغمورة.