مع تسارع العد التنازلي للإعلان عن الطرف الأول في نهائي مسابقة كأس ولي العهد عقب موقعة الغد بين فريقي النصر والهلال لكرة القدم على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض تتسارع خطوات الإعداد لخوض المعترك بين الطرفين في واحدة من أقوى مواجهات الموسم. ولعل إغلاق أبواب الناديين على مسرح العمليات التدريبية جعل من العريجا موقعا لمحاولة اصطياد الأخبار ومحاولة معرفة ما يدور خلف الأبواب الموصدة. وفي نظرة سريعة للمشهد العام في ناديي النصر والهلال يتضح مدى حرص الطرفين على الجانب النفسي وإعداد لاعبي الفريق بأي طريقة كانت من أجل الدخول لكسب اللقاء حيث لجأ الفريق النصراوي إلى عوامل عدة للمساعدة على تهيئة الفريق والدخول بطاقة كاملة تكفل الظهور بمستوى قوي يمكن من خلاله الوصول إلى المواجهة النهائية. وساهم تواجد الأمير فيصل بن تركي بن ناصر رئيس نادي النصر في التدريبات والتقاؤه بعدد من اللاعبين مع نائبه عامر السلهام للاطمئنان على آخر استعدادات الفريق في رفع المعنويات النفسية في الوقت الذي شكلت فيه عودة حسين عبدالغني إلى سطح التدريبات النصراوية دفعة معنوية لزملائه اللاعبين الذين يبدو أنهم عاقدو العزم على الخروج بنتيجة إيجابية في المواجهة الهلالية. ولم يتوقف الإعداد النفسي النصراوي عند هذا الحد بل استعانت إدارة النادي بالدكتور المختص بتطوير القدرات الذاتية إبراهيم الربيعة الذي اجتمع باللاعبين بعد نهاية الحصة التدريبية وتحدث معهم عن الكثير من الجوانب، وبعدها أجرى اجتماعات انفرادية مع عدد منهم في خطوة يهدف من خلالها النصراوي للإعداد الجيد على الصعيد النفسي وتحفيز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم من عطاء داخل الميدان. وعلى صعيد متواصل يقف طموح الفريق النصراوي في تحقيق إحدى بطولات الموسم الرياضي الجاري داعما له من أجل البحث عن الفوز رغم تذبذب المستوى العام للفريق من مواجهة إلى أخرى وآخرها مباراة القادسية التي بدا على النصراويين خلالها عدم رضاهم عن المستوى العام للفريق. وفي المقابل سارع الجانب الهلالي لاحتواء اللاعبين نفسيا من خلال دور لعبه مدير إدارة كرة القدم بالنادي سامي الجابر الذي عقد جلسة مصارحة مع اللاعبين على البساط الأخضر قبل بداية الحصة التدريبية في منظر عكس مدى الحرص على إبعاد الضغوط عن اللاعبين وتهيئتهم بصورة كبيرة خاصة بعد تعثر الفريق في دوري زين السعودي للمحترفين بتعادله مع الأهلي بهدف لمثله. فيما شكل تواجد رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد نوعا من الدعم النفسي خاصة في ظل حرصه على تلمس أوضاع الفريق سواء كان من خلال الحديث مع نجومه المميزين وعلى رأسهم القائد أسامة هوساوي أو معرفة الأوضاع عبر حديث مدير إدارة الكرة سامي الجابر. في الوقت الذي شكل فيه تواجد لاعب الفريق المعتزل خالد الرشيد نوعا من التحفيز بعد حضوره لمتابعة التدريب رغم ظرفه الصحي. وعلى الرغم من الجهود الهلالية للتحضير للموقعة إلا أن سقوط نواف العابد في المناورة قد أربك الجهاز الفني كثيرا في ظل تخوفه من تعرض فريقه لإصابة جديدة بعد أن تنفس الصعداء نسبيا بعودة المهاجم ياسر القحطاني للتدريبات. ويضع الهلاليون نصب أعينهم الحفاظ على لقب البطولة خاصة أنه مسجل باسمهم في النسخة الأخيرة في الوقت الذي يحاول فيه الجهاز الإداري المشرف على الكرة التصدي لجميع الضغوط الخارجية وإراحة اللاعبين وعلى رأسهم المصري أحمد علي الذي طالته انتقادات كبيرة رد عليها سامي الجابر بقوله «الانتقادات التي تطال اللاعب حاليا تذكرني بالانتقادات التي طالت ويلهامسون في أول ثلاثة شهور منذ حضوره لدرجة أن هناك من طالب بإلغاء عقده، والآن يعتبر من أعمدة الفريق وأوجه رسالة للكل أن هناك ستة أشهر يستطيع اللاعب فيها فعل الكثير وقد تأتيه الفرصة في مباراة أو مباراتين ويثبت جدراته وخاصة في مواجهة النصر ويصبح النجم الأول» وأضاف «رادوي في بداية حضوره تساءلت الجماهير لماذا أحضرتم لاعبا محورا في وجود خالد عزيز والآن أصبح من أفضل اللاعبين الأجانب في الفريق». واستبعد الجابر في حديثه تلقيه عرضا من الاتحاد القطري مؤكدا بقاءه مع الفريق حتى نهاية الموسم ومبررا غيابه بسبب الظروف العائلية، وبين أنه مرتبط مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد في رئاسته «الأهم أن ننهي الموسم حاليا». واستغرب الجابر من تهويل خسارة فريقه في دوري أبطال آسيا أمام ساباهان وتصويره على أنه أمر مأساوي «جعلوا أنفسهم أبطالا وللأسف أن البعض هول الهزيمة التي حدثت في ظل معاناة الفريق من إصابات إجبارية ومع ذلك نحن من خسرنا أنفسنا في المباراة بأخطاء فردية وفي بعض المباريات كنا نلعب ونحن ناقصون 17 لاعبا مصابا، ومع ذلك قدمنا نتائج جيدة». وأشار الجابر إلى أن أخطاء الحكام في مباراة الأهلي كانت واضحة وأثرت على نتيجة المباراة «الكل شاهدنا بعد تسجيل الهلال للهدف كنا نطالب بحق الهلال وخاصة بعد أن وردتنا رسائل تخبرنا بالدفع الواضح الذي تعرض له ماجد المرشدي، والمشكلة الأخرى لو أن العكس حدث بمعنى لو كان الخطأ ضد الأهلي لشككوا في المباراة وقالوا إن الهلال مدعوم من التحكيم وافتعلوا الكثير من الإثارة التي لا داعي لها ونحن في الهلال لا ننظر لهذه الأمور ونثق بأنفسنا» .