طرد معرض الرياض الدولي للكتاب، المرأة، ليعلن في أجندته أنه لا حضور للنساء في يوم يصادف يوم المرأة العالمي. واعتبرت المثقفات تجاهل يومهن في احتفالية ثقافية كهذه يعد انتقاصا لحقوقهن، وحسب وصف إحداهن «إذا كانت إدارة المعرض تعلم فهي مصيبة، وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم». وترى المثقفات أن هذه الوضعية في روزنامة المعرض، دون أخذ يومهن في الحسبان، الذي يصادف سنويا الثامن من مارس، يعد إقصاء عنيفا للمرأة، متسائلات لماذا لم يخصص اليوم للعائلات، دون إقصاء المرأة؟ وتشير الناقدة سماهر الضامن، إلى أن المعرض يتعامل مع المرأة أو المثقفة تحديدا على أنها كائنة مخيفة وخطيرة، لأنها قد تنقل عدوى الوعي «وبالتالي ينبغي أن تحاصر وتضيق مساحة حركتها وحدود وجودها، وليس الموجع أن تقوم جهات بالترصد بالنساء، أو التشويش على فاعلية المرأة المثقفة بمحاولة سحب طاقتها إلى مناطق ينبغي أنها أصبحت من متلازمات العصور الغابرة، بل الموجع أن تستجيب إدارة المعرض لهذه الضغوط، وهذا الاستبعاد أعتبره منظما، والمناسبة ليست الأولى التي تمنع المثقفات من حضورها، حيث سبق أن منعت المرأة في مسابقة المسرح بجمعية ثقافة الدمام، رغم توفر ما هو مطلوب، لكن هذا كله لم يشفع للجنة ولا للنساء بحضور تلك الفعالية». وأوضحت أنه لم يتم اتخاذ ما يكفل للمرأة الحضور في هذا اليوم، دون توضيح. وأشارت نجاة ميلاد من مكتبة ابن رشد في فرنسا، إلى أنه «بحسب تجربتي وخبرتي، وحسب الإحصاءات، فإن المرأة هي التي تقبل على القراءة والشراء، وتسبق الرجل في هذا المجال بمراحل كبيرة، حتى في التعليم دائما تتفوق على الرجال وتحصل على شهادات عليا أكثر من الرجال وتقبل على شراء الكتب، ولا تفاصل حتى في الأسعار لرغبتها في الشراء وحبها للقراءة، أما الرجال فيفاصلون كما لو كان الكتاب بضاعة عادية يهمه كم سيصرف، وليس كم قيمة الكتاب، وما يحويه من معلومات، ولا أعلم متى تتغير عاداتنا، والمفروض منطقيا ألا يكون هناك يوم للرجال ويوم للعائلات، لأن الرجل موجود في أيام العائلات ومطبق عليه موروثنا من ناحية (للذكر مثل حظ الأنثيين) وإذا كانت هناك بعض العدالة كان من المفروض -إن لم تكن الأيام متاحة كلها للجميع- أن يقابل كل يوم للرجال يوم للنساء فقط، وليس للعائلات، بمعنى ألا يكون الرجال موجودين في كل الحالات والمرأة في حالة واحدة، هذا التقسيم يحرمني كعارضة أن أتواجد في جناحي ويطلب مني ألا أبيع في المعرض وهذا ضد منطق أن تشارك في معرض». وفيما انتقدت وفاء الطجل، ما اعتبرته تخصيص يوم للمرأة، تساءلت: «هل المرأة أصبحت مخلوقا ضعيفا يحتاج ليوم حتى يلتفت إليها؟ مثل الطفل واليتيم والمعوق، أم أن لها يوما كونها مهددة بالفقدان أو الضياع مثل الشجرة والبيئة، أم أنها وباء مثل يوم التدخين والسيدات فهل نحن بحاجة ليوم حتى يلتفت لنا، ما زلت لا أفهم السبب وراء وجود يوم للمرأة». وأشارت إلى أن إقصاء المرأة عن المؤتمرات والمعارض، أو تخصيص ساعات لها، أمر لا يدعمه منطق «في مؤتمر دولي للتعليم الإلكتروني يجلس النساء بعيدا عن التفاعل المباشر، وضعف في النقل والصوت والأجمل قصة المعرض، حيث يقرر أن يكون للمرأة وقت محدد من ال 11 وحتى الواحدة، وقبل الموعد يتم إخراج السيدات من المكان بأسلوب غير لائق، وهنا في المعرض نحرم من بقية الأيام، لماذا؟»