بين الحس المرهف، والأمل الذي يدفعه الألم، التقى فنانان من الشباب في معرض واحد في جدة احتضنه مطعم يرتاده الشباب جمعهما ليشكلا لوحات رسم مختلفة بحسب الطبائع والأحاسيس التي يعيشها كل منهما، وفي هذا المعرض اشتركت روحان جمعت الضدين «الألم والأمل» وغموض الأسود والأبيض، وروح أخرى امتلأت بالألوان وكانت عذبة الأحاسيس، تنتقل بنعومة بين زهور الإبداع والشاعرية. ولم يفضل الفنان مهنا طيب أن يتوج لوحاته الفنية بحضرة فنانين آخرين، وقال: «أردت أن أكون أنا، لم أشارك في أي معرض جماعي، وكان هذا قراري الذي حافظت عليه إلى أن توجت معرضي هذا بمشاركة الفنانة علا الصائغ، وكانت المرة الأولى التي أعلق فيها لوحاتي على الجدران ليراها الناس». زميلته الفنانة علا الصائغ كانت هي الأخرى تتوق لتدشين أول معرض لها، مع أنها سبق أن شاركت في العديد من المعارض برفقة زملاء لها. وكان المعرض بالنسبة للفنانين تتويجا حقيقيا للوحاتهما التي نالت استحسان كثير من الحضور، كما أن كثيرا منها بيعت لمعجبين وجدوا فيها لمسات تستحق الثناء. وقد تشارك الفنانون مع الحضور أسبوعا كاملا في مشاهدة اللوحات والتعرف على أفكارها ومناقشتها، إضافة إلى أسبوع آخر تتخلله دورة في الرسم للراغبين في تعلم احترافية الرسم للهواة والمحترفين. وتريد علا الصائغ التي تخرجت من جامعة أم القرى، وشاركت في عدد من المعارض الجماعية منذ عام 2000، أن تجعل من الفن وسيلة لإظهار صورة الإسلام الجميلة في جميع أنحاء العالم. التعبير عن أحاسيسها بلوحاتها الفنية: «كل لوحة أرسمها هي نوع من التعبير عن حالة أشعر بها غالبا، فهناك أمور تتحرك في داخلي تجعلني أفكر في لوحة تعبر عن حالة عشتها أو شعرت بها». وأوضحت أن بعض لوحاتها تعبر عنها، وأشارت إلى لوحة عنونتها ب «بدون مشاع» وقالت «هذه أنا»، وكانت تحكي عن وجه فتاة وهي تمسك بطرف يديها وجه تمثال، وتطلب منه أن يعبر عن مشاعره تجاهها، لكنه لا يرد. من جهته، يهتم مهنا بتفاصيل الصورة أكثر لتتكون لديه صورة أقرب إلى الواقعية: «دربت نفسي في البداية على سرعة الرسم، فاللوحة الواحدة كانت تستهلك مني أربع ساعات، وبعد أن انتقلت إلى مرحلة الدقة والتفاصيل تستهلك مني اللوحات حاليا قرابة 18 ساعة» .