أثارت الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية العارمة ضد الأنظمة الحاكمة في بعض دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، موجة من التساؤلات عما إذا كانت ستؤدي إلى تحركات مماثلة في دول آسيا الوسطى، خاصة أوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان. ويرى خبراء أنها مجرد مسألة وقت، لأن التغيير مقبل لا محالة في المنطقة «هناك أوجه تشابه بين مصر وآسيا الوسطى. وتنمو الظروف الممهدة للاحتجاج في بعض دول المنطقة، وقد تندلع التظاهرات غدا أو في غضون خمسة أعوام. تغيير الأنظمة لا مفر منه، فهو مجرد مسألة وقت». يذكر أن منطقة آسيا الوسط غنية بالموارد الطبيعية ومتزايدة الأهمية من الناحية الاستراتيجية، وتعاني أسوأ أنظمة الديكتاتوريات في العالم. وتعد أوزبكستان واحدة من أكثر الدول قسوة في الأرض، حيث تتفشى ممارسات التعذيب برعاية السلطات، وينتشر الفساد، فيما ينظر إلي الوضع في تركمانستان علي أنه أفضل قليلا، وإلى الأنظمة في أوزبكستان علي أنها أقل قسوة، وإن كانت تتحكم فيها جميعها رئاسات ديكتاتورية قوية. وتعد قرغيزستان الدولة الوحيدة في آسيا الوسطى التي شهدت انتفاضتين في الأعوام الستة الأخيرة، وما زالت تشهد احتجاجات وتوترات عرقية، لكنها نادرا ما ظهرت على السطح. وهناك أوجه شبه واضحة بين الأنظمة الدكتاتورية المطلقة في آسيا الوسطى وتلك التي تم إسقاطها أخيرا في شمال إفريقيا. لكنهم يقولون أيضا إنه من غير المحتمل أن تندلع الانتفاضات الشعبية المتوقعة في المستقبل القريب، نتيجة لعدة أسباب، أهمها حالة الخوف الذي يجده الأهالي بعد عقود طويلة من القمع الوحشي على أيدي قوات أمن الدولة. كذلك فقد قضت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة على المعارضة الحقيقية على مدى عقود، فيما ارتكبت قوات الدولة في أوزبكستان على وجه الخصوص، مذابح ضد مئات المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع في مظاهرة احتجاج في مدينة أنديجان عام 2005. وعن الدعم أو التأييد الخارجي، يؤكد بعض المحللين السياسيين أن الحكومات الغربية تتردد حيال وقوع أي تغيير في آسيا الوسطي «أمريكا لديها أكبر المصالح السياسية والاقتصادية في بلدان آسيا الوسطى، وستستخدم نفوذها لمنع أي تمرد أو اضطرابات، من أجل حماية تلك المصالح».