ولد «كولين أندرو فيرث» في عام 1960 في مقاطعة هامبشاير البريطانية، لكنه أمضى جزءا من طفولته في إفريقيا بسبب عمل والديه الطبيبين هناك، إذ يحلو لفيرث أن يفخر بذلك: «كبرت في وسط يهتم للآخرين». وترجع بداية فيرث الفنية إلى عام 1983، حين قام بدور في مسرحية «بلد آخر» على مسرح لندن، ثم شارك في النسخة السينمائية منها في العام التالي. ولكنه لم يكتسب جماهيرية وشهرة إلا بتجسيده شخصية «دارسي» في مسلسل «كبرياء وتحامل» المأخوذ عن رواية «جين أوستن» عام 1995، وحقق نجاحا كبيرا على مستوى العالم. وارتبط فيرث في هذه الفترة بالممثلة «جنيفر إيلي» التي شاركته في المسلسل، بعد انفصاله عن الممثلة «ميج تيلي» التي عاش معها خمس سنوات وأنجب منها طفله الأول «ويليام جوزيف». وشارك فيرث أيضا في عدد من المسلسلات التليفزيونية، مثل «دونوفان كوفك» عام 1999، و«المؤامرة» عام 2001. وظل وفيا للمسرح، فقدم عددا من العروض المسرحية منها «ثلاثة أيام في المطر»، «الرغبة تحت شجر الدردار». وإضافة للتمثيل قدم فيرث عددا من الأغنيات ضمن بعض أفلامه، مثل «أهمية أن تكون إيرنست» و«الحب في الهواء» و«ماما ميا»، كما توالت نجاحاته التمثيلية بدءا من دوره المساعد في فيلم «المريض الإنجليزي» عام 1996، مرورا بكل من «شكسبير يقع في الحب» عام 1998، «مذكرات بريدجيت جونز» عام 2001، و«الحب الحقيقي» عام 2003، لكن قدراته الإبداعية تبلورت عام 2009 في فيلم «رجل وحيد» الذي نال دوره فيه تكريم مهرجان «فينيسيا» السينمائي، كما حصد عنه جوائز البافتا والجولدن جلوب، ولم يفز بأوسكار أفضل ممثل بعد أن تم ترشيحه، إذ انتزعها منه الممثل «جيف بريدجز» عن دوره في فيلم «قلب مجنون». ولم تغب القضايا الإنسانية عن حياة فيرث الفنان، فقد ساهم في حملة لمنع ترحيل اللاجئين السياسيين، خشية أن يتم قتلهم لدى عودتهم إلى بلادهم، كما ساند منظمة «البقاء على قيد الحياة»، وانضم إلى حملة «أوكسفام» العالمية للمساعدة على نزاهة التجارة، وأسس عام 2009 بالتعاون مع زوجته المخرجة الإيطالية «ليفيا جيوجيولي» موقعا إلكترونيا للأفلام السياسية والحقوقية. كما أخرج الفيلم الوثائقي In Prison My Whole life الذي أنتجته زوجته عام 2007. وهو يناقش الإجراءات القانونية لمحاكمة وعقاب السجناء السياسيين. لكن إبداع هذا الرجل لم يتوقف عند فن التمثيل والإخراج، إذ ألف كتابا بعنوان «قسم اللا شيء» عام 2000، وهو مجموعة قصصية خصص أرباحها لصالح الأطفال المصابين بمرض التوحد. وكتاب «نحن كلنا واحد» الذي تناول فيه مختلف الثقافات العشائرية حول العالم والأخطار التي تهددها بالانحسار.