إن مشروع السعادة هو طريقة لتغيير حياتك، والمرحلة لأولى منها هي مرحلة الإعداد، تلك المرحلة التي تحدد فيها ما يدخل إلى قلبك الشعور بالبهجة، والرضا، والحماسة، وكذلك عليك أن تحدد في هذه المرحلة ما يقودك إلى الشعور بالذنب والغضب والملل والندم، وتأتي في المرحلة الثانوية عملية اتخاذ القرارات، وهي تلك المرحلة التي تحدد فيها الخطوات التي ستتخذها لتعزيز شعورك بالسعادة، ثم يحين دور الجزء المثير من المشروع، والمتمثل في تنفيذ القرارات التي عقدت العزم عليها. ومن خلال هذا الكتاب يقدم الكاتب قصته الشخصية مع مشروع السعادة – ما حاول القيام به، وما تعلمه واكتسبه، وسوف يختلف مشروع سعادتك الخاص قطعا عن مشروعه، ولكن من النادر ألا يستفيد المرء من فكرة مشروع السعادة حتى ولو لم يكن مشروعه الخاص، وحتى يتسنى للكاتب مساعدتك على وضع مشروع سعادتك الخاص، فإنه يقدم لك الكثير من المقترحات المفيدة على مدونته الإلكترونية الخاصة، كما قام بتصميم موقعه الإلكتروني Happiness Project Toolbox، والذي سيوفر لك الأدوات التي من شأنها أن تساعدك على وضع مشروع سادتك الخاص ورصد خطوات تحقيقه. ويؤمل هذا الكتاب أن يكون أكبر مصدر للإلهام بمشروع سعادتك، ونظرا إلى أن الكتاب يحمل مشروع سعادة الكاتب، فسوف يعكس قطعا مواقف محددة تعرض لها، وكذلك سيعكس قيمه واهتماماته الخاصة، وقد تفكر في نفسك قائلا: «إذا كان مشروع السعادة هذا أمرا فريدا، فلم أهم بقراءة مشروع سعادتها الخاص؟». يقول الكاتب «لقد لاحظت خلال دراستي للسعادة أمرا أثار دهشتي: وهو أنني غالبا ما أتعلم من خلال التجارب الشخصية المتفردة للآخرين أكثر مما أتعلم من المصادر الأكاديمية التي تتناول تفاصيل المبادئ الكونية أو التي ترصد الدراسات التي أجريت أولا بأول: إنني أجد فائدة وقيمة عظيمة في الخبرات والتجارب المحددة التي أقر أصحابها بأنهم استفادوا منها – وهو الأمر الذي أستشعره حتى في حالة عدم وجود شيء مشترك بيننا، فلم أكن أتوقع مطلقا، في خبرتي الخاصة على سبيل المثال، أن يصبح أكثر المصادر إلهاما وتوجيها لي؛ وأضح معاجم ذكى يعاني من متلازمة توريت، ورجل دين يبلغ من العمر نحو عشرين عاما يعاني من داء السل، وروائي روسي حاذق، إلا أن هذا هو ما حدث معي بالفعل».