واحدة من الأهداف التي وضعتها بعد اتخاذي قرار الابتعاث، هو أن أجرب بعض الأشياء الجديدة أو تلك التي لم أعتد فعلها. حققت بعض تلك الأشياء خلال السنتين اللتين قضيتهما في أستراليا فقمت مثلا بإلقاء محاضرة، التجديف في البحر، الانضمام لناد رياضي، تعلم الفرنسية.. في هذه التدوينة سأتحدث عن واحدة من تلك الأشياء «الجديدة» التي جربتها أخيرا. ركوب الدراجة الهوائية «السيكل» كانت هي التجربة الجديدة على القائمة. لفت نظري ولع الأستراليين بقيادة الدراجات والتسويق لها بشكل مهول. في إحدى المرات، ذهبت لحلاقة شعري، وبينما كنت أنتظر دوري عند الحلاق العربي كنت أستمع لأحد الزبائن الأستراليين يحدث الحلاق عن تجربته في السعودية بأنها لم تكن جيدة وخاصة لزوجته التي حرمت من متعة ركوب دراجتها الهوائية عندما انتقلوا، ولم تتحمل ذلك وعادت! كنت أظن وقتها أنه يبالغ، لكني بعدها بدأت ألحظ اهتمام الأستراليين فعلا بهذه الهواية ووجود العديد من المهتمين والممارسين لها في معظم المدن. فعلى سبيل المثال، هناك ناد في الجامعة مخصص لمحبي الدراجات الهوائية. فضلا عن الخطوط الخاصة بالدراجات في الشوارع العامة والمواقف المخصصة لها. البعض يأخذها هواية ومتعة، والبعض يراها «بديلا» بيئيا مناسبا يحل مكان السيارات! في أستراليا، يمكنك إدخال دراجتك الهوائية إلى القطار وستجد مواقف بأصفاد تم تخصيصها لمن يريدون استخدام دراجاتهم للوصول لمحطات القطار الأساسية ومن ثم استقلال القطار. تجربتي بدأت عندما عقدت العزم على شراء واحدة من تلك الدراجات. لم أكن أنوي شراء دراجة جديدة، خشية ألا تعجبني تلك الهواية فأتحسر على المبلغ الطائل الذي سأنفقه على الدراجة، فكان الخيار هو الحصول على دراجة مستعملة. لن تتعب كثيرا في الحصول على مرادك، فبعد بحث بسيط عبر موقع GumTree، وجدت ضالتي. دراجة مستعملة بالخوذة الخاصة بها والقفل ب 60 دولارا. اشتريت الدراجة وبدأت باستخدام الدراجة بشكل يومي في تنقلاتي من وإلى الجامعة. وجدت هذه الهواية ممتازة جدا، لأنها عادت علي بفوائد منها: • اختصار وقت التنقل «في السابق الذهاب إلى كليتنا مشيا يستغرق 30 دقيقة، الآن 10 - 12 دقيقة». • رياضة بدنية جيدة «بيتنا على طلعة، لذلك هناك مجهود جيد يبذل، المسافة التي أقطعها يوميا تصل إلى قرابة 2 - 3 كيلو». • التنظيم.. «هناك قوانين يجب اتباعها وركوبك الدراجة يكسبك احترام لتلك الأنظمة». المضحك، أنك إذا أردت استخدام الدراجة ليلا، فيجب عليك استخدام مصباح أمامي وخلفي، وحينما لا تفعل ذلك فقد تحصل على غرامة تصل إلى 150 دولارا أستراليا. تكاسلت في الذهاب لشراء مصباح وتركيبه على الدراجة، وخطرت في بالي فكرة! لماذا لا أقوم بالبحث في متجر أبل Apple Store عن تطبيق يقوم بهذه المهمة! وفعلا وجدت قرابة ستة تطبيقات تقوم هذه المهمة بفاعلية عالية وتتراوح تكلفتها ما بين 1.99 و4.99 دولار أسترالي! بشكل عام، أستمتع بقيادة الدراجة، وتذكرني بأيام الصبا «تكفى يالشايب!»، في المرحلة المتوسطة عندما كنت أستخدم الدراجة للذهاب إلى المسجد والبقالة ومحل الكمبيوتر. مدونة مازن http://www.mazen.com.sa