قتل شخص وأصيب آخرون بالرصاص في العاصمة الإيرانيةطهران في أول تظاهرة مناهضة للحكومة تنظمها المعارضة الإصلاحية منذ عام. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والطلاء على متظاهرين خرجوا في طهران، أمس الأول، في مسيرة تأييد للثورات التي شهدها العالم العربي تحولت إلى تظاهرة مناهضة للحكومة، بحسب ما أفاد شهود عيان. ولا يزال زعيما المعارضة وأنصارهما يصران على رفض رئاسة أحمدي نجاد ويقولان إن انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو 2009 تعرضت لعمليات تزوير واسعة. حاول آلاف الأشخاص التظاهر، أمس الأول، في وسط طهران بدعوة من زعيمي المعارضة، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي والرئيس السابق للبرلمان مهدي كروبي. وقد وضع الرجلان منذ عدة أيام قيد الإقامة الجبرية بحكم الأمر الواقع وقطعت عنهما الاتصالات الهاتفية. وبينما أعربت إيران دعمها للثورة في تونس ومصر، قالت وزارة الداخلية إن طهران منعت مسيرة، أمس الأول، سعى موسوي وزعيم المعارضة الآخر مهدي كروبي إلى تنظيمها. وذكر شهود عيان ومواقع إلكترونية أن أنصار المعارضة ساروا في جماعات متفرقة بصمت باتجاه ساحة أزادي قادمين من أنحاء مختلفة من العاصمة تحت مراقبة شديدة من الشرطة التي حاولت أن تفرقهم. وانتشرت عناصر شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية مسلحين بالبنادق والغاز المسيل للدموع والهراوات وكرات الطلاء ومعدات إطفاء الحرائق في الساحات الرئيسية بالعاصمة لمنع أي تجمعات. واندلعت الاشتباكات في ساحة أزادي «الحرية» وسط طهران عندما بدأ حشد من أنصار المعارضة بالهتاف «الموت للديكتاتور» وهو الشعار الذي أطلقه متظاهرون ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عقب إعادة انتخابه في 2009. وتعتبر هذه التظاهرات التي جرت رغم الحظر المفروض عليها، الأولى المناهضة للحكومة التي تشهدها طهران منذ 11 فبراير 2010 عندما خرج نشطاء إلى الشوارع للاحتفال بالذكرى ال 31 للثورة الإسلامية. وذكرت مواقع الإنترنت والشهود أن آلافا من أنصار المعارضة خرجوا إلى شوارع العاصمة لدعم الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي رغم الانتشار الكثيف للشرطة. وأضرم بعضهم النار في حاويات القمامة أثناء إطلاقهم الشعارات ضد أحمدي نجاد. وتم وقف خدمة الهواتف النقالة كما انقطعت الكهرباء عن مناطق كانت تجري فيها التظاهرات، بحسب شهود عيان. ومنعت السلطات وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية التظاهرات. وفي وقت لاحق، ذكر موقع التليفزيون الرسمي أن التظاهرات انتهت وأن حشودا تظاهرت كذلك دعما للنظام. ولا يزال زعيما المعارضة وأنصارهما يصران على رفض رئاسة أحمدي نجاد ويقولان إن انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو 2009 تعرضت لعمليات تزوير واسعة. وشارك في التظاهرات التي أعقبت إعلان نتيجة الانتخابات مئات الآلاف خرجوا إلى شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية محدثين اهتزازا في أركان الجمهورية الإسلامية. وقمعت السلطات الإيرانية هذه التظاهرات؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات واعتقال الآلاف على يد قوات الأمن وميليشيا الباسيج. من جهة أخرى، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها تؤيد مطالب المتظاهرين الإيرانيين، ودعت في الوقت نفسه النظام الإيراني لتبني نظام سياسي «منفتح». ودعت لندنطهران إلى «حماية حرية التعبير والتجمع» و «التزام ضبط النفس». بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية «القيود» المفروضة على المعارضة في إيران ودعت السلطات الإيرانية إلى «احترام حق مواطنيها في التعبير والإفراج عن جميع من تم اعتقالهم تعسفيا»