من شاهد مقطع تعامل السفير السعودي في مصر مع المواطنة السعودية، يجد أن هنالك أزمة غير عادية في التعاطي بين المسؤول والمواطن، ففوقية سعادة السفير السعودي على المواطنة ليس أمرا غريبا قط، فبعض المسؤولين في بلادنا يسيرون وفق هذا النظام. دعونا نتساءل: هل المنصب يرفع درجة المواطنة لدى الفرد السعودي؟ أكاد أجزم بأن المسؤول أيا كان خارج إطار وظيفته هو مواطن عادي جدا، لكن لا أدري لماذا يفترض الكثير من المسؤولين أن المنصب يرفع درجة المواطنة، ويخوّل المسؤول بأن يكون أرفع درجة من المواطن أو المراجع، فهذا ما رأيناه من السفير السعودي في القاهرة، فهل سعادة السفير لا يعلم أنه لم يوضع في منصبه ذاك إلا لخدمة الوطن والمواطن؟ وهل غاب عن ذهنه أنه مواطن كتلك المواطنة التي قال لها بعجرفة غير عادية «يا سلام.. أنتِ عندك حلول»، وذهب وتركها دون أن يعير الوطن ومواطنيه أي أهمية؟ أعتقد أنه يجب على كل سفير سعودي أن يراجع خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مرات ومرات حينما اجتمع بالسفراء وأخبرهم قائلا «إن المواطن ابن له وأخ له أيضا». إن منصب السفير مثله مثل أي منصب آخر في هذا البلد، فهو لم يوضع إلا لخدمة الناس، وتقديم يد العون لهم، فهل أخطأت تلك المواطنة حينما قالت «إن لدينا كبلد إمكانيات جبارة»، حتى يتعامل معها السفير بتلك الفوقية الغريبة جدا، فإذا لم يحترم السفير ابن بلده، فهل سيحترمه الآخرون؟ إن سفاراتنا المنتشرة في كل أرجاء العالم يجب أن تعكس صورة حسنة في التعامل بين المواطن وبين السفارة حتى يكون للدولة نفسها أهمية، فليس هناك أبلغ من خطاب خادم الحرمين الشريفين حينما قال «قدروهم واحترموهم – يقصد المواطنين - لتحترمنا الشعوب»، لكن تعامل سعادة السفير السعودي في القاهرة لم يكن فيه أي معنى للتقدير والاحترام للأسف!