امتلأ ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، أمس، بمئات الآلاف من المحتجين في اليوم ال 15 للتظاهرات المناهضة للرئيس حسني مبارك تلبية لدعوة قادة الاحتجاجات بتنظيم مظاهرات مليونية، في يوم أطلقوا عليه «يوم حب مصر» ضمن ما بات يعرف ب «أسبوع الصمود» رغم الخطوات التي اتخذها أركان النظام لمحاولة تهدئة الشارع من بينها رفع الأجور بنسبة 15 % ابتداء من إبريل المقبل. وقد حاصر متظاهرون مجلسي الشعب والشورى ومقر وزارة الداخلية، واحتشد آخرون بميدان رمسيس بالقاهرة، كما شارك في مظاهرات اليوم بعض أساتذة الجامعات. قرر منظمو الاحتجاجات أن يتجمع مئات الآلاف من أبناء القاهرة بعدة ميادين، ردا على محاولات السلطات محاصرة ميدان التحرير باعتباره حاضن الثورة، ولتأكيد أن كل مصر هي حاضنة للثورة وليس ميدان التحرير فقط، حسب قناة الجزيرة القطرية. وبعد أن اتخذت السلطات عدة إجراءات لتهدئة الحركة الاعتراضية أعلن، أمس، عن تشكيل لجنة لإعداد التعديلات الدستورية خاصة المتعلقة بالترشح لرئاسة الجمهورية، ولجنة أخرى لمتابعة مجريات الحوار الوطني مع الأحزاب والقوى المعارضة، وثالثة للتحقيق في الأحداث الدامية التي وقعت في ميدان التحرير، الأربعاء الماضي، إثر قيام مجموعات تحمل صور الرئيس مبارك بمهاجمته؛ ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. وتقدمت مجموعة من الشخصيات القبطية بمذكرة إلى نائب الرئيس عمر سليمان يطلبون فيها المشاركة في الحوار الوطني الذي بدأه مع بعض قوى المعارضة. إلى ذلك التقى مبارك وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي سلمه رسالة من رئيس الدولة لم يفصح عن مضمونها. ولم تختلف الأجواء في القاهرة عنها في بقية المحافظات والمدن، حيث سير سكان الإسكندرية مظاهرة مليونية بعد صلاة الظهر من مسجد القائد إبراهيم. وفي الزقازيق، شارك مئات الآلاف في مظاهرة وسط انتشار محدود لرجال الشرطة اقتصر على رجال المرور، بينما لوحظ انتشار مصفحات عسكرية. وفي العريش دعت القوى السياسية وشخصيات مستقلة لتشكيل لجنة دعت لاعتصامات حاشدة، وأقامت خيمة بأحد ميادين المدينة. وفي سوهاج خرج السكان للمرة الأولى بكل قوة معلنين تأييدهم للإطاحة بمبارك وتنحيته، بعد أن أعطت هذه المحافظة الواقعة وسط الصعيد مهلة للسلطات للاستجابة لمطالب الشعب. واستمر توافد الفنانين المصريين على ميدان التحرير لمشاركة المتظاهرين، حيث ظهرت المطربة شيرين عبدالوهاب والممثل خالد صالح الذي قاد تظاهرة كبيرة جابت الميدان ونددت بالنظام الحاكم الذي تسبب في سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين. وظهرت الإعلامية منى الشاذلي وأجرت لقاءات مع عشرات المتظاهرين وبعض الوجوه المعروفة. وأعلن عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين الأمين العام السابق يحيى قلاش أن بضعة مئات من الصحفيين المصريين تقدموا ببلاغ إلى النائب العام مطالبين بفتح ملف الفساد في المؤسسات الصحفية المصرية وخاصة القومية إلى جانب الدعوة لعقد جمعية عامة للنقابة لإسقاط المجلس الحالي. وأعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية المدافعة عن حقوق الإنسان أن 297 شخصا على الأقل قتلوا خلال الأحداث الجارية في مصر، منهم 232 قتيلا في القاهرة و52 في الإسكندرية و 13 في السويس، إلا أنها حذرت من أن هذه الحصيلة قد تكون أعلى. وأضافت أن الغالبية العظمى من القتلى سقطوا في 28 و 29 يناير إثر إصابتهم برصاص حي خلال مواجهات مع الشرطة .