دفعت السيول والأمطار الأخيرة التي اجتاحت جدة أخيرا، المختصين والمسؤولين في جمعية مراكز الأحياء على إعداد تقارير مفصلة عن العمل التطوعي في جدة. وفيما كانت الأنظار دائما تشكك في قدرة الجمعية على دعم العمل الاجتماعي داخل المدن، خاصة في أوقات الأزمات، الأمر الذي يحاول المتطوعون من خلاله تعويض النقص في العمل المفترض من الجمعية، سارع المسؤولون فيها لمطالبة شباب وأهالي جدة الراغبين في التطوع، ومساعدة أهالي الأحياء المتضررة من جراء السيول، إلى التقدم لمراكز أحياء النزلة والسامر والنسيم لمشاركة الجمعية جهودها في إغاثة الأحياء المنكوبة. وعقدت اللجنة التنفيذية بالجمعية البارحة الأولى اجتماعا تم خلاله استعراض تقارير الأعمال اليومية والمساعدات التي تقوم بها مراكز الإغاثة بمراكز الأحياء لمساعدة المتضررين من السيول والأمطار. واتفق المجتمعون على إعداد تقرير شامل عن المناطق المتضررة من الأمطار والسيول موثق بالإحصاءات والبيانات والصور والأرقام، لتقديمه لمحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وتوضيح أهم الإجراءات المقترحة التي يجب اتخاذها فورا في المناطق المتضررة، التي تقع ضمن نطاق مسؤولية مراكز الأحياء بموجب ما تم توزيعه أخيرا من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية لرفع الضرر عن القاطنين في تلك الأحياء بأسرع ما يمكن بما في ذلك تذليل كل العقبات لتسهيل إجراءات التعويض عن الخسائر في الممتلكات بكل أنواعها. كما تم الاتفاق على إعداد خطة مستقبلية توضح ما يجب اتخاذه من إجراءات قبل وأثناء وبعد أي كارثة مستقبلية لا سمح الله. وكانت الجمعية قد حددت عددا من المشاريع التي تقوم بها للأحياء التي تعرضت لأضرار من جراء الأمطار والسيول الأخيرة، تشمل إعادة تأهيل البيئة صحيا وصيانة المنازل المتضررة وتنظيفها ومعالجة التصدعات بها وإزالة الطمي منها وإجراء صيانة لخزانات المياه وتطهيرها وتعقيمها وإصلاح الأضرار التي حدثت بها، بالإضافة إلى تقديم عدد كبير من المعونات الغذائية والتموينية على سكان تلك الأحياء. وتضمنت مشاريع الجمعية مشروع تنظيف المنازل، وتأهيلها وذلك بتجهيز المنازل بعد تنظيفها، وتأثيث المنازل بعد تأهيلها من فرش وأجهزة كهربائية، وتنظيف وتأهيل الشوارع، خاصة أن أغلب الشوارع في الأحياء المتضررة أصبحت غير صالحة من كثرة تراكم النفايات والأوساخ وهبوط الطبقة الأسفلتية وانتشار الحفر بشكل كبير، وكذلك مشروع شراء الملابس الضرورية للأسر التي تعرضت لفقد ملابسها نتيجة غمر المياه لمنازلهم، ومشروع الحاجات المدرسية، وتأمين الحقائب المدرسية التي تحتوي على كل حاجات القرطاسية لأبنانا الطلاب، ومشروع حياتنا طيبة ويتضمن مجموعة تطوعية تهدف إلي تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمتضررين من الكوارث، بهدف تخفيف المشاعر السلبية من الكوارث لدى المتضررين. وكانت لجنة تنسيق العمل الإغاثي بجدة قد خصصت لجمعية مراكز الأحياء سبعة أحياء من الأحياء التي تضررت من جراء السيول والأمطار لتقديم الدعم ومساعدة المتضررين من أهالي تلك الأحياء، شمل الأحياء التي تعمل الجمعية على مساعدة الأهالي بها كلا من حي التوفيق والسامر ضمن المنطقة الأولى في درجة خطورة الأضرار التي تعرضت لها، وكذلك المصفاة والبغدادية والقريات ضمن المنطقة الثانية، فضلا على تقديم المساعدة والعون لأهالي أحياء الرويس والنسيم. ومن جهة أخرى أطلقت الجمعية مبادرة دعم المتضررين من الأسر نتيجة الأمطار والسيول بمحافظة جدة وذلك من خلال تلقي التبرعات المالية والعينية لدعم المتضررين من الأسر وذلك للمساهمة في التخفيف من مصاب هذه الأسر وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي انطلاقا من قوله تعالي «وتعاونوا على البر والتقوى».