دارت، أمس، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، وبين موالين لمبارك اقتحموا عليهم الميدان الذي يحتشدون فيه منذ تسعة أيام في حركة احتجاج شعبي غير مسبوقة ضد النظام.. وذلك رغم الدعوة التي وجهها الجيش المصري في بلاغ للمتظاهرين لإنهاء الاحتجاجات. وهي المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش منذ نزوله إلى الشوارع، الجمعة الماضي. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أمس، أن دعوات جهات أجنبية إلى «مرحلة انتقالية تبدأ الآن» أمر مرفوض ويهدف إلى تأجيج الوضع الداخلي في البلاد. اقتحم مئات من الموالين للرئيس مبارك ميدان التحرير، أمس، وقذفوا بالحجارة وبقطع حديدية صغيرة المتظاهرين المرابطين فيه لليوم التاسع على الترتيب. وتأتي هذه الاشتباكات غداة تظاهرات شارك فيها الملايين في جميع أنحاء مصر تطالب بتنحي مبارك عن السلطة. واتهم المعارضون الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم باستئجار «بلطجية» وتحريض قوات شرطة بزي مدني لاستفزاز متظاهرين مسالمين؛ حيث اشتبكوا معهم بالأحجار والعصي وأسياخ الحديد، وتردد أن رجالا يمتطون خيولا وجمالا اعتدوا على المتظاهرين أيضا. وهي المرة الأولى منذ بدء التظاهرات التي ينزل فيها مدافعون عن مبارك إلى شوارع القاهرة في اختبار قوة، كاد أن يتحول إلى صدامات مع معارضيه لولا محاولات الجيش الفصل بين المجموعات المتنافرة. ونفت وزارة الداخلية، عبر التليفزيون المصري، اشتراك الشرطة في هذه الاشتباكات. وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أمس، أن دعوات جهات أجنبية إلى «مرحلة انتقالية تبدأ الآن» أمر مرفوض ويهدف إلى تأجيج الوضع الداخلي. وجاءت أبرز هذه المطالبات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى مبارك للتحرك «بأسرع وقت ممكن لتحقيق الانتقال السياسي الذي يطالب به المتظاهرون». وأطلق الجيش المصري طلقات تحذيرية في الهواء وسط القاهرة، ظهر أمس، وهلل المتظاهرون فرحا لتدخله هاتفين «الجيش والشعب يد واحدة».. وذلك بعد أن ناشد في بلاغ المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم وإعادة الحياة في البلاد إلى طبيعتها. وقال ناطق عسكري: «إن القوات المسلحة تناشدكم، أنتم الذين خرجتم للتعبير عن آرائكم، أنتم الذين بإمكانكم إعادة الحياة إلى طبيعتها». وأعلنت السلطات بعد ذلك بقليل عن تقصير فترة سريان نظام حظر التجول، بحيث يبدأ في الخامسة مساء وينتهي في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي. كما أعلنت عن عودة خدمة الإنترنت جزئيا في القاهرة بعد قطعها لأكثر من خمسة أيام. وكان المتظاهرون رفضوا خطاب الرئيس مبارك الذي أعلن فيه أنه لن يترشح للرئاسة مجددا وطالبوه بترك منصبه فورا. جاء ذلك في كلمة وجهها إلى الشعب المصري، أمس الأول، وعد فيها بإصلاحات دستورية تتضمن تحديد فترات تولي الرئاسة. ويستعد المتظاهرون لتنظيم مسيرة إلى القصر الجمهوري إذا لم يتنح الرئيس مبارك عن السلطة. ودعت المعارضة إلى مواصلة الاحتجاج في ميدان التحرير، كما ناشدت الجميع المشاركة في «جمعة الرحيل» بالمسير من كل محافظات مصر إلى الميدان ومجلس الشعب ومبنى التليفزيون. وتشمل قوى المعارضة الجمعية الوطنية للتغيير التي يتزعمها محمد البرادعي والإخوان المسلمون وغيرها من الحركات .