أعلنت جمعية حقوق الإنسان استعدادها للوقوف إلى جانب أهالي مخطط رقم 3 بحي العمرة، المطالبين بنقل مستشفى الملك عبدالعزيز للصحة النفسية بمكة المكرمة إلى خارج النطاق العمراني، وذلك بعد طردهم أمس من أمام المستشفى من بعض المسؤولين وامتناعهم عن سماع شكواهم. وأبدى المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة سليمان الزايدي استعداد الجمعية للوقوف على المشكلة التي يعانيها السكان ودراستها من كل الجوانب والاستماع لمرئيات الأهالي حيال وجود المستشفى وسط حيهم السكني. وتمحورت شكاوى الأهالي حول متاخمة المستشفى لمنازلهم، ما يشكل خطرا عليهم وعلى عائلاتهم نتيجة انفلات المرضى النفسيين وتردد المراجعين على المستشفى من حين لآخر. وساق مهدي المسعودي جملة من شواهد وحوادث راح ضحيتها أبرياء من جراء اعتداءات مرضى نفسيين، معيدا للأذهان حادثة مقتل ممرض مستشفى الزاهر ومعلم في مدرسة تحفيظ للقرآن الكريم، وتلقي طفل عدة طعنات من مريض، في غضون الأشهر الماضية. ويرى تركي الأنصاري معاناته وجيرانه من الإزعاج المتفاقم وارتفاع أصوات المرضى النفسيين في أوقات الليل، مبديا تبرمه من أحد المرضى الذي لا يكف عن تقليد صياح الديك بصوت جهور. وزاد «ثمة مشاكل أخرى ناجمة عن مجاورة المستشفى للمساكن، تتمثل في ندرة مواقف السيارات نتيجة لتكدس سيارات المراجعين والعاملين بالمستشفى ووقوفها لساعات طويلة أمام المستشفى والبنايات المجاورة له». وشكا رجل الأعمال عبدالله الزيادي من تكبده خسائر فادحة من جراء تشييده مباني ومجمعات سكنية فاخرة بغية استثمارها بالتأجير المنتهي بالتمليك، غير أن نقل المستشفى إلى موقعه الحالي ومواجهته لمجمعاته السكنية أصاب مشروعه بالكساد لرفض الكثيرين مجاورة مستشفى الأمراض النفسية وتخوفهم من الأذى. أما عبدالحق الحربي، فبات في حيرة من أمره بعد أن أوشك على الانتهاء من تعمير منزله، وهو يتحسر على ما آل إليه مصير الحي والمخاوف التي تساور ساكنيه. كما حاولت «شمس» نقل وجهة نظر الأهالي لإدارة المستشفى والاستفسار عن أسباب طردهم، لكنها لم تتمكن من ذلك، حيث رد المدير بالإنابة قائلا «نحن بخير طالما أن الصحافة بعيدة عنا».