سبب مشهد المطر في جدة، كوابيس خرجت من رحم أرض جدة لتستقر في عقول أبنائها، مما تسبب في حالة من الهلع لدى الأطفال، الذين أصبحوا لا يقوون على النوم. تخلصوا من هم الاختبارات ليرتموا في عقد نفسية قد تطول مدة علاجها، حسبما يشير عثمان البلوي، حيث إن طفله ذا العشر سنوات غرق أمام المنزل عندما كان يلعب ببراءة مع أقرانه في الحي، ظنا منهم أنه مطر عادي وبسيط وفجأة جاءهم السيل في حي البلد: «عمال يعملون في محل مجاور أنقذوهم، واستمرت فترة الإنقاذ زهاء ساعة كاملة، وبعدها وجدت ابني يبكي، ليستمر البكاء على مدى ثلاثة أيام، وأعتقد أن قرار تعليق الدراسة كان حكيما ورائعا، ولكن ابني بدلا من الاستعداد لذهابه لمدرسته، ذهبت به لمراجعة عيادة نفسية، وهناك أكد الطبيب أنه يعاني نوبات هلع من جراء حادثة الأمطار». ويضيف إمام مسجد، فضل عدم ذكر اسم، أنهم كانوا يؤدون صلاة الظهر واستطاع عدد من الكبار الخروج، وبقي في المسجد عشرات الأطفال، يحتمون في بيت الله من المطر، وكان من ضمنهم طفل في السادسة من عمره، والذي ظل يصرخ بشكل متزايد، والمشكلة أن أخاه الكبير خرج من المسجد ولم يأخذه معه وظل أخوه يدعوه من بعيد والطفل يصرخ بأعلى صوته حتى رفع شابان من جماعة المسجد الطفل على رأس أحدهم وبمساندة الآخر له وعبروا نهرا من المياه طوله لا يقل عن كيلو ونصف الكيلو، حتى نقلوا الطفل الذي قدم والده في اليوم التالي، وأوضح أنه في حالة نفسية سيئة وأنه لم يستطع أن ينام ليلا». وكانت فرق إنقاذ الدفاع المدني ممثلة في الطيران العمودي أنقذت عشرات الأطفال الذين لم تساعدهم بنيتهم على مواجهة السيل ومن ضمنهم الطفل عبدالرحمن كاكا، الذي انتشله الدفاع المدني من بين المياه التي حاصرته في أحد المواقع وتم نقله للمستشفى، وتمت معالجته، حيث واصل البكاء منذ إنقاذه، وحتى وصوله للمستشفى الذي عولج فيه من آثار الغرق، وكان قد تعرض لحمى شديدة جراء مكوثه وغرقه في المياه. وأكد مختصون أن العيادات النفسية ستشهد ارتفاعا كبيرا من مراجعيها من المتضررين، وسط تأكيدات بتعاون من الأطباء ومالكي العيادات بتقديم المعونة الصحية من الجانب النفسي مجانا.