انفرد اليابان بالرقم القياسي بأربعة ألقاب في كأس آسيا لكرة القدم، بعد أن توج بطلا للنسخة ال15 بفوزها على أستراليا 1- صفر، بعد التمديد أمس في المباراة النهائية على ملعب خليفة الدولي في الدوحة. وسجل تادناري لي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 109. وأشرك الألماني هولجر اوسييك التشكيلة الأسترالية الاعتيادية، معتمدا بدرجة كبيرة على الكثافة العددية في خط الوسط خلف المهاجمين هاري كيويل وتيم كاهيل. كما دفع الإيطالي البرتو زاكيروني باللاعبين الذين اعتمد عليهم منذ بداية البطولة، وأبرزهم شينجي أوكازاكي وريويشي مايدا في الهجوم ومايا يوشيدا العائد من الإيقاف، وكييسوكي هوندا وياسوهيتو ايندو في الوسط، ويوتو ناجاتومو في الدفاع. وافتقد المنتخب الياباني مهاجما بارزا يحترف في دورتموند الألماني هو شينجي كاجاوا بسبب الإصابة. وخالف المنتخبان مجريات المباريات النهائية التي يغلب عليها الحذر الدفاعي بعض الشىء، فاندفعا إلى الهجوم، وكانت لهما محاولات عدة طوال المباراة بوقتها الأصلي، والإضافي، حيث بكر الأستراليون في تهديد مرمى اليابانيين فسنحت لهم فرصة هدف في الدقيقة الثانية، حين مرر بريت هولمان كرة إلى مات ماكاي المواجه تماما للمرمى، فوضعها بيسراه إلى جانب القائم الأيمن. ورد اليابانيون بسرعة بكرة مررها ياسوهيتو إيندو من الجهة اليسرى إلى كييسوكي هوندا وجونجو فوجيموتو أمام المرمى، لكنهما لم يلحقا بها «5». وبعد دقائق من المحاولات اليابانية، شكل المنتخب الأسترالي خطورة كبيرة على مرمى منافسه وكاد يسجل في أكثر من مناسبة، منها كرة من ركلة ركنية من الجهة اليسرى، ارتقى لها تيم كاهيل وتابعها برأسه، فأبعدها الحارس أولا قبل أن يشتتها الدفاع (19)، ثم كانت رأسية لكاهيل عالية عن المرمى (22). ومع استمرار اللعب انطلق المنتخب الياباني بهجمة مرتدة وصلت منها الكرة إلى شينجي أوكازاكي في الجهة اليسرى فسددها من داخل المنطقة، فلمست يد المدافع ساشا أوجنينوفسكي، أفضل لاعب آسيوي لعام 2010، لكن الحكم أمر بمتابعة اللعب (29). وأهدرت أستراليا فرصة هدف محقق في الدقيقة 32 إثر كرة عالية من لوكاس نيل، حضرها كاهيل برأسه إلى كيويل الذي تابعها قوية من مسافة قريبة فوق المرمى؛ لتتوالى المحاولات الخطرة على المرميين، وكان الخطر يابانيا هذه المرة بكرة وصلت إلى إيندو الذي فضل التمرير بدل التسديد، فحضرها إلى ريويشي مايدا تابعها بيسراه من مشارف المنطقة عالية عن الخشبات (37). وكادت الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني تحمل هدفا أستراليا حين خدعت كرة عالية الحارس ايجي كاواشيما، فارتطمت بالعارضة، وحطت قريبة من خط المرمى قبل أن يبعدها الدفاع. ودفعت الهجمات الأسترالية بزاكيروني إلى تعزيز خط الدفاع بإشراك دايكي ايواماسا بدلا من لاعب الوسط جونجو فوجيموتو. وأفلت مرمى أستراليا من هدف في الدقيقة 66 حين مرر يوتو ناجاتومو كرة متقنة من الجهة اليسرى، ارتقى لها شينجي أوكازاكي وتابعها برأسه لكنها لامست القائم الأيسر لمرمى مارك شفارتسر. ارتفعت وتيرة الأداء من الطرفين بفرصة من هنا، وأخرى من هناك، وازدادت معها المحاولات الخطيرة التي لم يحسن لاعبوها الاستفادة منها. فمن كرة أسترالية بعيدة، أخطأ المدافع دايكي إيواماسا في تشتيتها لتتهيأ أمام هاري كيويل الذي انفرد بالمرمى لكنه سددها برعونة بقدمي الحارس (72). وارتكب الدفاع الياباني خطأ فادحا في إعادة الكرة إلى الحارس، إذ خطفها هاري كيويل وحاول وضعها في المرمى، لكن الحارس كواشيما انقض عليها في اللحظة المناسبة، منقذا مرماه من هدف قاتل قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وشهد الشوطان الإضافيان فرا وكرا وتمريرات مقطوعة، بسبب الإرهاق الذي حل باللاعبين، لكن الفرص لم تغب عن المجريات، وأخطرها كرة حضرها هاري كيويل إلى مات ماكاي، سددها بيسراه على يمين المرمى مباشرة (102)، ثم واحدة من رأس روبي كروز بديل كيويل في أول لمسة للكرة، لكن الحارس أبعدها ببراعة (104)، ورد كييسوكي هوندا بكرة قريبة جدا من القائم الأيسر (105)، أتبعها ماكاي بواحدة قوية جدا بعد ثوان قليلة. وخطفت اليابان هدف الفوز عبر البديل تاداناري لي الذي تلقى كرة من الجهة اليسرى، فتابعها بطريقة استعراضية بيسراه في الزاوية اليمنى لمرمى شفارتسر في الدقيقة 109. مقتطفات حضر المباراة نحو 37 ألف متفرج تقدمهم ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، والاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام. توجت اليابان بطلة لآسيا أعوام 1992 و2000 و2004، فانفردت بالرقم القياسي بعد أن كانت تتساوى مع السعودية وإيران بثلاثة ألقاب لكل منها. لم تخسر اليابان أي مباراة نهائية في البطولة حتى الآن. أستراليا تشارك في البطولة للمرة الثانية منذ انضمامها إلى كنف الاتحاد الآسيوي عام 2006، وكانت خرجت من الدور ربع النهائي قبل أربعة أعوام، وأمام اليابان بالذات في ربع النهائي بركلات الترجيح. تأهلت اليابان وأستراليا معا إلى جانب كوريا الجنوبية التي حلت ثالثة بفوزها على أوزبكستان 3-2 إلى نهائيات النسخة المقبلة عام 2015 المقررة في أستراليا بالذات. ستمثل اليابان القارة الآسيوية في بطولة القارات المقررة في البرازيل عام 2013. الأسترالي شفارتسر 38 عاما، حطم أمس الرقم القياسي للمباريات الدولية الأسترالية برصيد 88 مباراة، متخطيا اليكس توبين الذي دافع عن ألوان منتخب بلاده بين 1988 و1998.