واحد من أمتع ما قرأت حتى الآن، وأتمنى ألا ينتهي، رغم ضخامة حجمه. Lastoadri بدأت القراءة على متن الطائرة ووجدتني أقرؤه في كل لحظة، حتى في المطارات وفي الفنادق «في انتظار الرحلة القادمة»، حتى أنهيت نصف الكتاب دون ملل أو ضجر! ميزات الكتاب عديدة، منها أنه كتب بلغة فكرية عالية تسمو بالفكر وتوسع المدارك وتعمق الرؤية، لكنها لغة إنسانية، كتبت بقلم المسيري الإنسان. الكتاب يبين الأسس والتجارب الشخصية التي جعلت المسيري يراجع نفسه وأفكاره وقناعاته، حتى ينتج وينحت لنا مفاهيم ومصطلحات جديدة يستخدمها لمعالجة أمور لم نكد نراها، وليجيب عن أسئلة لم نسألها، ومن أمثلة ذلك نظرياته ومفاهيمه «الخريطة الإدراكية، الجماعات الوظيفية، الثنائيات، العلمانية الجزئية والشاملة». من قرأ هذا الكتاب، ستزداد بلا شك قدرته على فهم واستيعاب كتب المسيري الأخرى ولكن الجديد في هذا الكتاب كلامه عن البذور الأولى في دمنهور ومجتمعها التراحمي، والذئاب التي هاجمته في المراحل المختلفة، والأهم من ذلك كله قصة ربع القرن من الموسوعة. من عيوب الكتاب «وكتب المسيري بشكل عام»، تكراره لكثير من الأمور ذاتها في الكتب الأخرى، وخلاصة الأمر أن هذا الكتاب يبين تجربة مفكر فريد وعالم اجتماعي عملاق عز وجوده في هذا الزمان، رحم الله المسيري رحمة واسعة. Bawaidah كثيرا ما كنت أشعر بأننى لا أحمل كتابا بين يدي، بل كائنا حيا أسمع نبضات قلبه، أشعر بحزنه وسعادته ، أشعر بتطفله البريء أحيانا، كثيرا - وعن غير قصد - ما كنت أبتسم له. والغريب أننى كنت أراه يبادلنى ابتسامة نقية صافية بريئة. لقد أحببت كثيرا من الكتب، لكن هذا الكتاب وسّع نموذجى الإدراكي - على حد تعبير مؤلفه - لمعنى الكتاب عرّفني بثنائية جديدة، ثنائية الكتاب/ الإنسان الذى يختلف عن الطبيعة/ المادة ويتجاوزها في مقابل واحدية الكتاب الطبيعي/ الكتاب المادة، رحمك الله يا أستاذنا إن كان الله قد قضى ألا أكون أحد تلاميذك المباشرين. فقد بعثك إليّ روحا طيبة ترافق روحي المتعبة وتطمئنها وإن لم تطل الفترة.. شكرا لك يا أستاذ، أكرمت ضيافتنا!. Mohamed Mostafa