ناشد مواطنون ومقيمون الجهات المعنية بسرعة التدخل لحسم التجاوزات التي انتشرت في كل أرجاء المسلخ البلدي بحي الكعكية بمكةالمكرمة بدءا من احتكار المسلخ من قبل فئة من الجاليات المقيمة، وغالبيتهم من المخالفين لأنظمة الإقامة بالبلاد وانتهاء بظهور «الجزارين الصغار» وهم أطفال لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم يذبحون ويسلخون ويحملون سكاكين وسواطير حادة في أيديهم؛ ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم في ظل تنافسهم على الزبائن. من جانبها أكدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في مكةالمكرمة أنها ستتابع الوضع عن كثب، وأوضحت أنها ستنظم جولة في المسلخ لرصد كل السلبيات التي أشارت إليها «شمس». فيما تؤكد أمانة العاصمة من جانب آخر أنها تراقب المسلخ عبر جولاتها. غياب الرقابة وقال كل من محمد راجح الحربي وسامي حسين الوذيناني وفيصل عبدالله الشريف إن أفراد تلك الجاليات لم يكتفوا باحتكارهم للمسلخ البلدي بفرضها أسعارهم الخاصة على خدماتها، بل جلبوا معهم أطفالهم للعمل في المسلخ في ظل غياب الرقابة من جهات الاختصاص. ولفتوا إلى أن انتشار الصغار وهم يتوشحون السواطير ذهابا وجيئة يشكل خطرا، خاصة عندما تقع بينهم مشاجرات خلال تنافسهم على كسب الزبائن المترددين على المسلخ. وقال بعض الجزارين الصغار ل «شمس» إنهم ماضون في هذه المهنة التي وصوفها بالرائعة على حد تعبيرهم، مشيرين إلى أنهم لم يجدوا أي مضايقات من أي جهة رسمية، وهو ما شجعهم على الاستمرار فيها. وقال أحدهم إنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من ستة أشهر ذبحا وسلخا وتقطيعا دون أي مضايقة من أي جهة «رمقنا بنظرة ثم غادر المكان واضعا ساطوره حول خصره وهو يمشي مختالا». جولات بلدية من جانب آخر اكتفى الناطق الإعلامي في وكالة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري بالقول إن الجولات البلدية تواصل مهامها على المسلخ البلدي وترصد ما يدور به بمرافقة عدد من عناصر الشرطة. وأشار في حديثه ل«شمس» إلى أن المستثمر المكلف بتشغيل المسلخ تتم أيضا متابعة نشاطاته والتأكد من نظاميتها، وبحسب الاشتراطات والتعليمات المتعارف عليها من قبل الأمانة والجهات الأخرى ذات العلاقة. انتهاك حقوق أما الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان فأكد بدوره أن هناك عناصر من الشرطة تعمل باستمرار على مرافقة لجان البلديات، وتعمل على تذليل أي صعاب أو عوائق قد تكتنفهم لتمكينهم من أدائهم مهامهم. من جانب آخر شدد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة محمد كلنتن على أن عمل الأطفال في مهمة الجزارة يعد مخالفة، وانتهاكا لحقوق الطفل، ويشكل في الوقت نفسه خطرا على أرواحهم ومن يتعاملون معهم «إنها ليست المهنة المناسبة التي تتوافق مع طفولتهم، وهي تشير إلى خلل يجب معه استقصاء جذوره وعلاجه». وشدد على أنه سيرفع الأمر للجمعية لتنظيم جولة ميدانية على المسلخ ورصد تلك التجاوزات .