خرج سكان جدة صباح أمس الأول إلى أعمالهم ومدارسهم بشكل اعتيادي لكن لم يأت المساء إلا وكان غالبيتهم محاصرين داخل مقرات أعمالهم ومدارسهم وكلياتهم، أو حتى في سياراتهم التي غمرتها المياه تماما. فيما غامر آباء وأزواج لإخلاء أسرهم المحاصرة فأغرقت الأمطار سياراتهم فتخلوا عنها مرغمين واعتصموا بالمباني القريبة. وبحسب رواية عدد من شهود العيان ل«شمس» فإن المياه المتدفقة جرفت السيارات في الشوارع. وقال أحمد الزهراني إنه شاهد سيارة «جمس» بها خمس سيدات وثلاثة أطفال في شارع فلسطين انقلبت رأسا على عقب قبل أن يهرع عدد من المتطوعين إلى محاولة إنقاذهم. وذكرت أماني علي المدني «موظفة في شركة خاصة» بشارع فلسطين أن زملاءها سارعوا بالخروج بعد هطول الأمطار في حين فضلت التريث حتى تهدأ الأحوال: «أبلغت الدفاع المدني الذي أخبرني أن مكاني آمن إلا أن الأوضاع ازدادت سوءا بدخول الليل مع انقطاع الكهرباء ما جعلني أعيش في حالة من الخوف والجوع خاصة أن بطارية جوالي فرغت فانقطعت وسيلة التواصل الوحيدة مع أهلي». وأضافت أن محاولات زوجها وأهلها فشلت في الوصول إليها حيث علق زوجها في زحمة السير وتعطلت سيارته وجرفها السيل بعيدا حتى جاء الفرج حيث وصلني في نحو الرابعة من عصر أمس ووجدني أعاني من حمى شديدة فنقلني عن طريق الدفاع المدني إلى أقرب مستشفى. ورصدت «شمس» سيدة كانت تصرخ بشكل هستيري وتقول إن ابنها «أربعة أعوام» لا يزال محتجزا في مدرسته «مدرسة عالمية» بعد أن فشلوا في الوصول إليه. «كان آخر اتصال لنا بالمدرسة نحو الساعة الرابعة فجرا ولا ندري الآن ما هو وضعه وباقي زملائه المحتجزين معه». وقالت أحلام محمد «بعد هطول الأمطار شعرنا بالخوف وقررنا مغادرة منزلنا بحي السامر لكي نقيم عند أهل زوجي بحي الحمراء ولكن عند وصولنا إلى دوار السفن فإذا بسيل يجرف سيارتنا وكاد أن يغرقنا لولا رحمة ربي ومساعدة الشباب المتطوعين الذين أنقذونا وأتوا بنا إلى قصر المؤتمر حيث توفر لهم الغذاء والدفء». وتقول أم محمد «من المقيمات بقصر الضيافة» إنهم فقدوا منزلهم في كارثة الأربعاء من العام الماضي واستطاعوا أن يعيدوا ترميمه رغم عدم تسلمهم أي تعويض لكن للأسف انهار المنزل مجددا وغرقت سيارتنا وتم إنقاذنا من الغرق بأعجوبة. أما دينا عمار فقالت إن الأمطار احتجزتها هي وزميلاتها في العمل في عمارة الريادة بشارع حائل حتى فجر أمس قبل أن يتدخل الدفاع المدني لإخراجهن وانتشالهن مع آخرين بواسطة «قلاب».