في اللقاء الذي جمع وزير العمل عادل فقيه مع وفد المحتسبين بقيادة الشيخ يوسف الأحمد لم تأتِ الرياح بما اشتهاه الشيخ ورجاله، فالأفكار التي عرضها وفد الشيخ الاحتسابي لم تلق قبول الوزارة، وأظن أن الكثير من المسؤولين سيقابلونهم بمثل ما قابلهم الوزير، خاصة أن العنوان من اللقاء أن الوزارة لا تعمل على تحسين الفرص الوظيفية للسعوديين بقدر ما هي مشغولة بالتغريب تحت عناوين وظيفية. من حق الأحمد ورفاقه أن يقولوا رأيهم، لكن من غير المقبول أن يسوقوا تهما بحق من لديه رأي مخالف. المشكلة أن هذه التهم هي سلاحهم في وجه المخالفين لإخضاع الجميع لرأيهم، وليجعلوهم ينصاعون لأفكارهم. وفد المحتسبين لم يقدموا مشروعا يساعد الوزارة في عملها، فطلبهم واضح وهو أن تتوقف الوزارة عن مشاريع توظيف النساء، فشغلهم الشاغل التعطيل، لكن البحث عن البدائل والتفكير في المستقبل لا يعنيهم، والهموم والمآسي التي تترتب على أفكارهم هي مادة جانبية تستخدم في الهجوم في شؤون أخرى. هذا الوفد الاحتسابي ضاع في أروقة المرأة، فأصبحت قضيته، وهي بخلاف أنها قضية هامشية على أجندة المجتمع، تحمل كثيرا من المغالطات غير الموجودة سوى في أذهان المنشغلين بها، في حين كان من الأجدى أن يجدوا عناوين أخرى تعود بالفائدة على المجتمع، لكنهم أداروا ظهورهم للقضايا المهمة، فلا يُسمع منهم إلا كل ما يتعلق بهذا الكائن الضعيف المسمى المرأة، ولا يعارضون إلا من يثقون بأنه لن يحاسبهم على تدخلهم في عمله، ومحاولاتهم تحويله إلى تابع. وفد المحتسبين قال رأيه، ومن حق الآخرين أن يقولوا إن هذا الوفد لا يمثل إلا نفسه، وليس وكيلا لغيره، وآراؤه تعبر عن أشخاصه فقط، وهؤلاء الآخرون هم أغلبية صامتة على الجهات الحكومية أن تجد وسيلة للوصول إليها والاستماع لها، وألا تنخدع بمزاعم من يدعي أنه يمثلها.