زادت حدة الترقب للمواجهة التي تجمع المنتخب القطري الأول لكرة القدم بنظيره الياباني غدا، في الدور ربع النهائي من منافسات كأس آسيا، بعد أن قرر مدرب «العنابي» برونو ميتسو استبعاد اللاعب حسين ياسر من القائمة المشاركة في البطولة بشكل نهائي، قبل أن يغلق التدريبات في وجه وسائل الإعلام، في وقت وصف فيه مدرب اليابان البرتو زاكيروني اللقاء ب «المعركة الحقيقية»، معتبرا لاعبيه أكثر كفاءة وقدرة على العبور إلى نصف نهائي البطولة. وجاء استبعاد حسين ياسر بسبب عدم تجاوبه مع المدرب وعدم تطبيقه ما يطلب منه خلال الحصص التدريبية، اعتراضا على بقائه احتياطيا في اللقاءين الماضيين ضد الصين والكويت، وهو ما أغضب ميتسو الذي طالب برحيله لكي لا يؤثر على باقي المجموعة. وقال مدير المنتخب القطري عبد الرحمن المحمود إن حسين ياسر كان من المفترض عليه أن يفكر بعقلية اللاعب المحترف، بدلا من قيامه بتصرفات تضر المنتخب بشكل كبير «حسين ياسر إذا كان غاضبا لوجوده على دكة البدلاء فكان يجب عليه أن يقدم المستوى الذي يجبر المدرب على إشراكه». وتابع «علاوة على ذلك، فإن القائمة تضم 23 لاعبا، 11 منهم ينزلون إلى أرض الملعب في التشكيل الأساسي، و12 لاعبا يجلسون على دكة البدلاء، ويجب عليهم أن يكونوا مؤهلين للعب حتى لو في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة». وأوضح أن ميتسو رأى أن بقاء اللاعب رغم ما يقوم به من أفعال سيأتي بنتائج سلبية، «وجهة نظر المدرب كانت في محلها .. لقد رأى أن استمرارية اللاعب قد لا تكون إيجابية، ويمكن استبعاده، خاصة وأنه غير قادر على العطاء بنسبة 100%، وهو ما قد يأتي بنتائج سلبية، ورأى الجهاز الإداري أيضا أن استبعاد ياسر أفضل للعنابي، خاصة أن منتخبنا مقبل على مباراة هامة مع اليابان في ربع نهائي كأس آسيا، واللاعبون بحاجة إلى التركيز من أجل مواصلة الانتصارات». وشارك حسين ياسر في المباراة الأولى أمام أوزبكستان في افتتاح البطولة التي خسرها العنابي بهدفين دون مقابل، ثم اعتمد ميتسو على عدد من الوجوه الجديدة أمثال: يوسف أحمد، ومحمد جدو في مباراتي الصين والكويت، اللتين فاز بهما المنتخب القطري 2/ و3/0 على التوالي وتأهل إلى الدور ربع النهائي. وجاءت أول قرارات ميتسو بعد القرار الأخير بتطبيق السرية التامة على الاستعدادات الأخيرة للمباراة، بحرمانه جماهير المنتخب ووسائل الإعلام من حضور الحصة التدريبية، أمس. كما منع ميتسو اللاعبين من التصريحات الصحفية، وطلب مع مسؤولي الفريق من رجال الصحافة والإعلام منح الفرصة للاعبين من أجل التركيز قبل هذه المباراة الصعبة. ورغم ذلك، أكدت مصادر أن ميتسو حرص على تدريب جميع اللاعبين على تسديد ضربات الترجيح؛ تحسبا لانتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل. هذا ورفع قائد المنتخب القطري بلال محمد راية التحدي في وجه أبناء «الساموراي»، بعدما أشار إلى أن فوزهم على منتخب المملكة بخمسة أهداف نظيفة «ليس دليل قوة»، بل استغلال لظروف «الأخضر» الصعبة قبل المواجهة، نظرا لغياب الحافز عن اللاعبين؛ لضمانهم توديع المنافسات. وعلى الجهة الأخرى أعرب مدرب منتخب اليابان الإيطالي البرتو زاكيروني عن قلقه من مواجهة منتخب قطر صاحب الضيافة في الدور ربع النهائي، مشيرا إلى أن «العنابي» استعاد توازنه بعد تعثره أمام أوزبكستان في المباراة الافتتاحية. وامتدح زاكيروني العودة القوية لقطر بعد خسارتها المباراة الأولى من أوزبكستان «لقد عاد المنتخب القطري من بعيد بعد الخسارة أمام أوزبكستان في المباراة الأولى، واستعاد لاعبوه ثقتهم بأنفسهم وارتفعت معنوياتهم». واستبعد زاكيروني أن يكون اللقاء نزهة لليابان، معتبرا اللقاء معركة حقيقية في كرة القدم، ولا يمكن التهاون بها، «لن تكون مباراتنا مع قطر نزهة بل معركة حقيقية، خصوصا أن مستوانا تطور أيضا من مباراة إلى أخرى في هذه البطولة، وأنا راض عن المستوى الذي قدمناه حتى الآن». وأوضح زاكيروني الذي استلم منصبه بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا الصيف الماضي بأن لاعبيه بدؤوا يطبقون التعليمات بحذافيرها، وهو الأمر الذي أسعده، «بدأ فريقي ينفذ تعليماتي بحذافيرها، وقد أمتعني من خلال تقديمه كرة قدم رائعة في بعض الأحيان. ربما أستطيع التطرق إلى ناحية مهمة جدا، يجب أن يطورها، وهو الشخصية داخل الملعب». وتابع «لا مباريات سهلة في هذه البطولة، وأعتقد أنها رائعة حتى الآن، وأنا مقتنع بأن الكرة الآسيوية تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة». يشار إلى أن المنتخبين القطري والياباني التقيا في الدور الأول من النسخة الماضية عام 2007، وأسفرت المباراة عن تعادلهما الإيجابي بهدف لكل منهما .