عزيزي المواطن، عندما تتداخل في أي نقاش سواء كان النقاش عن طريقة عمل خلاط مولينيكس أو مدى فاعلية مجلس الشورى.. لا يهم! المهم أنك ستحظى بعدة ألقاب تصرف لك مجانا.. بالذات إذا كان الطرف الآخر في النقاش من شلة «فاهمين الدنيا صح»، وهم شلة من المفكرين العظماء في وطننا يعتقدون أنهم الوحيدون «الفاهمين الدنيا صح»، وكل من يختلف معهم في النقاش مصيره إلى جهنم وبئس المصير! الألقاب ستكون بهذا الكرم: -1 زنديق: الزندقة تعني إبطان الكفر والإلحاد، لكنها ربما تصرف لك بالمجان في حوار رياضي جميل، أو أثناء انتقادك لسعر صرف الريال، أو لمطالبتك بطرح أفكار جديدة لتوظيف المرأة! -2 متأمرك وهي تفسر على أنك تعمل لمصلحة الكفار الأمريكان، وهذه عادة تستخدم من كتاب المقالات الحماسية والطائشة، التي تمهد لوضعك في تصنيف محدد حتى يتم الهجوم عليك بكثافة. -3 علماني العلمانية هي فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وقد يكون الطرف الآخر في الحوار لا يعلم هل العلمانية وجبة سمك أم نوع من أنواع البطاريق! لكنه يطلق عليك هذا الوصف بكل سهولة. -4 ليبرالي هذه مضحكة جدا ومنتشرة، وأصبحت موضة للجميع.. الكل أصبح يطلق عليك بكل سهولة لقب ليبرالي، والبعض هنا يعتقد أن الليبرالية كفر، والبعض الآخر يعتقد أنها دين مستقل! والبعض رغم ليبراليته يتخوف منها ولا يريد من أحد أن ينعته بها! وفي الأخير هناك من يطلقها على كل من يخالفه في رأيه! -5 تكفيري تكفيني.. نعم هذه تكفيني لأعرف مدى ما وصلت إليه هذه السطحية في التفكير! -6 ظلامي هذه الظلامية لها رد جاهز، فإذا وصفك أحد بالظلامي فتأكد أنه تنويري، والتنويري والظلامي كلاهما «مطفي النور». -7 تغريبي هذه إصدار جديد على الساحة، وهي ترمز للتغريب واشتقت من الغرب، هذا الغرب الكافر الملعون الشيطاني الذي يريد إفسادنا، وغالبا تطلق على أصحاب الأفكار التقدمية والحديثة! -8 متشدد تدخل بالغصب في كل مقالة وفي ثنايا أي حوار، وهي أسهل وصف يمكن أن تطلقه على الطرف الآخر حتى تسكته، وتضيع علومه!. -9 كهوفي هذه ظهرت على استحياء في بعض المقالات، وأعتقد أنها ستتسيد في المرحلة المقبلة بالذات مع كثرة العثرات، ويرمز مطلقوها إلى أن أصحاب هذا الرأي ما زالوا يعيشون في الكهوف ويرفضون الحياة المدنية والعصرية! -10 متزمت الأكثر طلبا، الأكثر وصفا، الأكثر تشبيها.. والتزمت هنا حالة خاصة على اعتبار «خصوصيتنا العظيمة في كل شيء». قد يطلق وصف متزمت على ممرضة فلبينية أو طفل رضيع أو أي شخص لا يعجبك طريقة تفكيره! لا نهاية لكمية الألقاب والأوصاف التي قد تطلق في أي نقاش «سعودي * سعودي»، وهي بلا شك تعكس حالة من عدم الفهم ، بل والغباء المتغلغل وتهميش الرأي الآخر، وتعطيل أي نقاش، وهدم أي فكرة، وهي طريقة للقضاء على التفكير! سفر بن عياد http://fkker.blogspot.com