استأثرت الأوضاع المتلاحقة التي عاشتها تونس أخيرا باهتمامات الصحف العربية والأجنبية. وقدمت الصحف التونسية عرضا لأبرز محطاتها، أمس، وغطت الأحداث فى أنحاء البلاد والاضطرابات وأعمال النهب والسرقة وتداعيات تلك الأحداث والإجراءات التي اتخذتها السلطات الحكومية لاحتوائها. وأشارت إلى أن تونس تمر بأيام صعبة تواجه فيها تداعيات المشكلات الاقتصادية والاجتماعية مثل ازدياد البطالة وانخفاض مستوى المعيشة وانحسار مظلة الخدمات. وأعربت الصحف عن أملها في أن تتجاوز البلاد أزمتها وتستعيد عافيتها باتخاذ إجراءات عملية ذات مصداقية للإصلاح. وفي فرنسا، انتقدت الصحف صمت السلطات وعبرت عن قلقها على مستقبل تونس بعد مغادرة رئيسها. وأضافت صحيفة لومانيتيه أن تصريحات بعض المسؤولين ومن بينهم رئيس الحكومة فرنسوا فيون ووزيرة الخارجية ميشال أليو ماري و«صمت» الرئيس نيكولا ساركوزي، ستؤثر إلى حد كبير وتشكل «عارا». وعبرت الفيجارو عن تخوفها من «العملية الانتقالية السياسية الحساسة» بعد رحيل بن علي. «إعادة الهدوء إلى الشوارع والجدل إلى الساحة السياسية، يحتاج إلى برودة أعصاب، ويفترض أن يثير أكبر قدر من الحذر». وكتبت صحيفة «سود ويست» أن «شعلة بشرية أشعلت الحريق. إنها شعلة محمد البوعزيزي، 26 عاما، البائع المتجول الذي صادرت الشرطة عربته». ولم تخل الصحف البريطانية من تحليل أو تعليق أو تقرير. وأشارت الجارديان إلى أن اضطرابات تونس تدق ناقوس الخطر. واختار كاتب المقال إيان بلاك عنوانا فرعيا هو «الصدامات الدموية في شوارع تونس تثير مخاوف». وأشار إلى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومات أخرى شبيهة بتلك التي أثارت موجة الاحتجاجات في تونس. ونشرت الإندبندنت تحليلا كتبه باتريك كوكبيرن حول الوضع في تونس يقول فيه إن «السؤال المطروح في العالم الآن هو هل ما جرى في تونس انتقال سلطة إلى نخبة حاكمة أم شىء آخر؟». وأهمية هذا السؤال المهم تنبع كما يقول كوكبيرن من وجود عدة دول تواجه أوضاعا مشابهة لأوضاع تونس، خاصة البطالة المرتفعة في أوساط الشبان الحاصلين على تعليم جيد.