انتهت فعاليات المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام إلى التأكيد على ممارسات الجودة وتطبيقاتها والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بما يسهم في رفع كفاءة النظام التربوي وجودة مخرجاته في ضوء متطلبات القرن ال21، مشددة على التحقق من صحة الممارسات الحالية في مجال تطبيق الجودة قياسا على أفضل التجارب العالمية في هذا المجال. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحت شعار «أفضل الممارسات العالمية» خلال الفترة من 4 إلى 7 صفر 1432ه الموافق 8 إلى11 يناير 2011م، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، بفندق الإنتركونتيننتال بمدينة الرياض انسجام أهدافه مع الرغبة الجادة لوزارة التربية والتعليم في المملكة في البحث عن الأفكار الجديدة والمبادرات والابتكارات التي تسهم في تطوير جودة التعليم العام، والتركيز على الفرص التحسينية فيه، وتوجيهه نوعيا نحو تعزيز الاقتصاد المعرفي والاستثمار في الإنسان. وتناول المؤتمر ثلاثة محاور أساسية شملت: منظمات ومبادرات عالمية لدعم الجودة في التعليم العام، وأنظمة الجودة العالمية: جودة التعليم في دول آسيا، وجودة التعليم في دول أوروبا وأمريكا، وجودة التعليم في فنلندا والذي يعتبر النظام التعليمي الأول على المقياس العالمي، إضافة إلى أنظمة الجودة العربية والمحلية. وقد ناقشت الفعاليات عددا من القضايا المتصلة بأهدافه ومحاوره وموضوعاته، منها دور القيادة العليا في دعم الجودة وإدارة التغيير بفاعلية، وتعزيز ثقافة الجودة الشاملة في التعليم العام وقيادة التغيير نحوها لتصبح ثقافة وسلوكا اجتماعيا ووطنيا، والاستفادة من تجارب المنظمات العالمية والعربية والمحلية التي حققت أفضل الممارسات في جودة التعليم، وأهمية التدريب المستمر في مجال الجودة الشاملة للقيادات التربوية، وإنشاء مراكز للدراسات والبحوث المتخصصة تعنى بنشر ثقافة الجودة وتطبيقاتها في المجال التربوي، وعقد المؤتمرات والندوات والمنتديات في مجال الجودة لدورها في نشر ثقافة الجودة في المجتمع. وأكد المؤتمر أهمية التأسيس لميثاق وطني للجودة يحدد الأهداف والسياسات العامة لتوحيد الجهود المبذولة في القطاعين العام والخاص، والعمل على تفعيل المبادرات التي تم الإعلان عنها، وبالأخص تلك المبادرات الموجهة لمنظمة اليونسكو، مشيرا إلى تكليف فريق من جميع القطاعات وأصحاب المبادرات لتفعيل الشراكة الاستراتيجية مع التأكيد على أهمية تحقيق أعلى معايير الجودة المنطلقة من تلك المبادرات. وقد استضاف المؤتمر نخبة من أهم المتحدثين والمتخصصين العالميين في مجال الجودة في التعليم، وعددا من الخبراء من الجامعات ومراكز البحوث وممثلي المنظمات الدولية، كما تم خلال فعاليات المؤتمر استعراض أفضل التجارب والممارسات العالمية الناجحة في مجال تطبيق الجودة الشاملة في التعليم العام والتي تم اختيارها بناء على مواقعها المتقدمة في سلم التصنيف العالمي للنظم التعليمية، وعرضها كخبرات ناجحة يمكن الاستفادة منها في تطوير النظم الداخلية للجودة الشاملة في التعليم العام .