* لم يكن القرار الذي اتخذه اتحاد كرة القدم بإقالة مدرب منتخبنا الوطني بيسيرو في وقته المناسب، وقد تأخر كثيرا على الرغم من مطالبات الشارع الرياضي بهذه الخطوة منذ خروج منتخبنا من تصفيات كأس العالم 2010. فقد أخفق بيسيرو في فرض بصمته الفنية طيلة المدة التي قضاها في سدة تدريبه للمنتخب وإقناعنا بعمله المتخبط والعشوائي، وإسناد المهمة للمدرب الوطني ناصر الجوهر عبارة عن مسكّن وليس العلاج، فلابد من البحث عن مدرب عالمي صاحب إمكانات كبيرة وسجل حافل لقيادة الأخضر. ومن وجهة نظر شخصية أرى أن يكون رجل المرحلة القادمة في قيادة الأخضر هو المدرب المبدع هيدنك الذي برهن بما لا يدع مجالا للشك أنه مدرب صاحب رؤية فنية عميقة، وهو الأنسب لمنتخبنا في المرحلة الحالية. ويكون التعاقد معه لمدة أربع سنوات يُمنح خلالها كامل الصلاحيات والإمكانات لبناء منتخب قوي يقارع الكبار. وتنتظر ناصر الجوهر مهمة كبيرة وقوية وصعبة اعتبارا من مباراة اليوم أمام المنتخب الأردني، تتطلب منه الكثير من التركيز والتأني ودراسة الخطوة القادمة لكي يخرج منتخبنا من عنق الزجاجة. منتخبنا يملك الخبرة الدولية الكافية التي تجعله يعود بسرعة ويلملم أوراقه ويبدأ من جديد لحصد الانتصار تلو الآخر. وقد سبق للجوهر أن تسلم مهام تدريب منتخبنا الوطني في بطولة آسيا التي أقيمت بلبنان «مهمة طوارئ»، وحقق النجاح اللافت ليصل به إلى المباراة النهائية وخسرها أمام اليابان أيضا بهدف ولكن هل سينجح في مهمته الجديدة؟ أجزم أن اللاعبين لديهم الرغبة في ذلك وإن كانت الخيارات محدودة بعد بداية البطولة؛ فالجوهر ليس بغريب على مثل هذه المواقف الصعبة، ولديه الإمكانات الكافية لتغيير جلد المنتخب «وفق المتاح»، ومسح الصورة الباهتة التي أحرجنا بها البرتغالي المُقال بيسيرو. إذا سَلِم من التدخلات الخارجية التي أحرجت بيسيرو بدعم قوي من ضعف شخصيته، ولا بد من ترك الجوهر يعمل بعيدا عن التدخلات المزاجية وفق الألوان.