كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، أن الهيئة بدأت العمل في برامج هامة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع إلى التراث الوطني وتعزيز الوعي بقيمته وتطوير الثقافة المتحفية، مثمنا ما تجده الهيئة من تعاون ودعم كبير في ذلك من وزارتي التربية والتعليم والثقافة والإعلام، لافتا إلى أن الهيئة ما زالت في بداية الطريق في ذلك وتحتاج إلى دعم المجتمع لتتحقق الأهداف المتوخاة للبرامج. وأوضح بعد افتتاحه، أمس الأول، نيابة عن أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز معرض «الجنينة الأندلسية» الذي يستضيفه المتحف الوطني بالرياض بالتعاون مع مؤسسة الثقافة الإسلامية بمدريد وسفارة إسبانيا، أن الهيئة أبرمت اتفاقية تاريخية مع وزارة التربية والتعليم لترسيخ البعد الحضاري للتراث الوطني في التعليم ودعم الثقافة المتحفية لدى المجتمع وخاصة النشء، مبينة أنها مفعّلة بشكل قوي، وستكون الآن في المرحلة الثانية. وأضاف «أنا جئت المتحف قبل عدة أيام، ورأيت العشرات من طلاب المدارس يطوفون في المتحف ويستمتعون بتراث بلادهم وتاريخها، وهذه نقلات كبيرة، وألغينا الرسوم المفروضة على الطلاب، ونحن في بداية عملية التحول الثقافي نحو التراث الوطني، خاصة فيما يتعلق بالمتاحف والثقافة المتحفية، وأعطونا وقتا وستسمعون الكثير من النجاحات حول ذلك». وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن معرض روائع آثار المملكة الذي انتقل من متحف اللوفر في باريس إلى مؤسسة لاكاشيا في برشلونة بإسبانيا التي تستضيفه حاليا، سينتقل بعد ذلك إلى أحد أكبر المتاحف في أوروبا، وهو متحف «الإرميتاج» في سان بطرسبرج بروسيا، ثم سينتقل إلى ألمانيا والنمسا واليونان وأمريكا، ودول أخرى. وحول نقل المعرض لمناطق المملكة، قال «نتمنى ذلك، والمتحف الوطني مهيأ الآن، ولدينا مشروعات لخمسة متاحف جديدة تحت الإنشاء، وهذا العام كنا نؤمل في أربعة متاحف أخرى، وهناك تطوير كامل لمتحفين في نجران والجوف، وأيضا لدينا عدد من قصور الدولة السعودية وعدد من المواقع التراثية التي نطورها الآن حتى تستطيع أن تحتوي وتستقبل مثل هذه العروض، ونحن ما زلنا في المملكة نفتقر إلى المتاحف المميزة التي تعرض مثل هذه المعارض، ونحن منطلقون في هذا الأمر».