تتحرك المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق حاليا لرفع المخزون الاستراتيجي من القمح ليكفي لمدة سنة كاملة بدلا عن النظام المعمول به حاليا وهو ستة أشهر فقط تنفيذا لتوصيات مجلس الشورى تفاديا لعدم كفاية المخزون لاحتياجات المواطنين والمقيمين حال نشوب أزمات إقليمية أو تعرض البلدان المنتجة للقمح لكوارث طبيعية توثر في حجم إنتاجها في الأسواق العالمية، وقال المدير العام للمؤسسة المهندس وليد الخريجي إن المؤسسة تنفذ حاليا مشاريع توسعية جديدة ستسهم في زيادة المخزون من القمح بالمملكة ليغطي احتياجات عام كامل بدلا من ستة أشهر حاليا، إضافة إلى التوسع في صناعة الأعلاف لتلبية الطلب المحلي. وأوضح الخريجي خلال اللقاء الذي عقدته اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف السعودية أن المؤسسة تحتفظ بمخزون استراتيجي يقدر بنحو 1.4 مليون طن، إضافة إلى تعاقدات توريد جديدة حتى نهاية إبريل المقبل تقدر بنحو 700 ألف طن، مشيرا إلى أن المؤسسة تدرس تنفيذ صوامع تخزينية جديدة بميناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ وميناء ينبع التجاري وميناء ضباء تصل الطاقة الاستيعابية لكل واحدة منها إلى نحو 120 ألف طن في إطار خطط المؤسسة التوسعية لمواجهة الزيادة المتوقعة في استيراد القمح. وحول استعداد المؤسسة لاستيراد الشعير في حال تكليفها بذلك قال الخريجي إن المؤسسة كانت تقوم في السابق باستيراد وتوزيع الشعير عن طريق موزعين معتمدين، وفي عام 1419ه تم إسناد المهمة للقطاع الخاص، وشهدت الأسعار بالنسبة للمربين خلال تلك الفترة نوعا من الثبات، واستعرض نموذج المؤسسة في تنظيم عملية استيراد القمح بتشكيل فريق عمل يضم الإدارات ذات العلاقة، إضافة إلى وزارة المالية، مبينا أنه يمكن تطبيق تلك الإجراءات في مجال استيراد الشعير ويمكن للمؤسسة أو أي جهة حكومية استئجار محطات تخزين وتعبئة التجار الموجودة حاليا لتوفر بذلك مبالغ كبيرة لإنشاء محطات جديدة، كما ستخفض المدة اللازمة لبدء عملية الاستيراد. وبشأن إمكانية رفع طاقة إنتاج الأعلاف والنخالة قال المدير العام للمؤسسة العامة للصوامع ومطاحن الدقيق إن إنتاج المؤسسة من الأعلاف لا يتجاوز 7 % من إنتاج الأعلاف بالمملكة، وتعمل حاليا على عدد من المشروعات لزيادة إنتاجها لمقابلة احتياجات مربي الماشية من بينها تنفيذ مصنع أعلاف بمنطقة عسير بطاقة 800 طن باليوم، إضافة إلى دراسة إنشاء مصانع جديدة بفروع المؤسسة في حائل والمدينة والجموم، مؤكدا أن خطة إنتاج العام الجاري يتوقع أن يصل فيها حجم الإنتاج من الأعلاف إلى 483.420 طن مقارنة ب 269.223 طن في العام الماضي بزيادة تقدر بنحو 48 %. وحول إنتاج النخالة أوضح المهندس وليد الخريجي أنها تمثل منتجا ثانويا لا يمكن للمؤسسة زيادة إنتاجه والبالغ حاليا 14 مليون كيس سنويا لأن طحن القمح لا يعطي أكثر من 20 % نخالة لكامل استهلاك المملكة من القمح الذي يبلغ 2.8 مليون طن سنويا. وعن خصخصة المؤسسة، أوضح أن المشروع انطلق منذ منتصف عام 2008 وتم إسناد إجراء دراسة وجدول زمني للمشروع لعدد من الاستشاريين وبيوت الخبرة العالمية الذين توصلوا إلى ثلاثة خيارات للمشروع تبنى مجلس إدارة المؤسسة منها الخيار الثاني المتمثل في إنشاء أربع شركات مطاحن وشركة صوامع يتم مشاركة القطاع الخاص فيها من خلال شركات المطاحن الأربع، وأن نتائج الدراسة تم رفعها للمجلس الاقتصادي الأعلى تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب بشأنه .