انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف، أمس، في جوبا عاصمة جنوب السودان عشية الاستفتاء حول مستقبل الإقليم، الذي ينطلق اليوم لمدة سبعة أيام، في حين كشف زعيما الشمال والجنوب عما ينويان القيام به خلال مرحلة ما بعد الانفصال الذي بدا بالنسبة إليهما حتميا. وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية إلى التصويت مع الانفصال، أمس الأول، توقفت كل هذه المظاهر بناء على تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت أي دعاية في اليوم الأخير ما قبل الاستفتاء. ولم يسجل في كامل الجنوب أي نشاط يدعو إلى الوحدة طيلة الفترة المخصصة للحملة الانتخابية. وفي الإطار نفسه صدرت مواقف، أمس الأول، من كل من الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس حكومة الجنوب سالفا كير، اعتبرت بمثابة تثبيت مبادئ واستشراف للمستقبل المتجه إلى الانفصال بالنسبة إليهما. وقام كير بالتوقيع في جوبا على 16 قانونا لها علاقة بالوضع الدستوري للجنوب خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء وكأنه بذلك يستبق النتائج. ومقابل هذه الخطوة السيادية، كان الرئيس البشير يعلن في حديث تليفزيوني مواقف لها علاقة بما بعد الانفصال؛ فالجنوب بالنسبة إليه في حديثه إلى قناة الجزيرة «يعاني من مشكلات كثيرة ويفتقر إلى مقومات الدولة». كما قدم البشير صورة عما سيكون عليه الوضع بعد الانفصال، موضحا أن الجنوبيين المقيمين في الشمال سيعاملون كأجانب. وأكد أن الجنوبيين الذين يشكلون نحو 20 % من الموظفين في الإدارات العامة وفي الجيش والقوات الأمنية سيستبدلون بآخرين من الشمال.