متى موعد الدورة يا أم أسيل؟ بهذا السؤال الفج مع فنجان قهوة يسأل الزوج «خالد» زوجته «أسيل» في مسلسل «هو وهي»، لا أحد يحب ادعاء امتلاك الفضيلة، أو الصورة المثالية و«الأنموذج الأكمل»، ورغما عن لزمة «الفن رسالة» التي يتباهى بها الفنانون العرب في كل تصريح أو لقاء، إلا أنك تتساءل حقا أي رسالة تحديدا؟ ومع الضجة التي أثيرت حول المسلسل، والتي تصب في صالح المزيد من الترويج له، خصوصا مع تكاتف «لوبي» الإنتاج – البث - استطلاع الرأي، وتجاهل كل ما يقال في وسائل الإعلام سواء الصحف والمجلات أو المنتديات وصفحات الفيس بوك، ولست بالناقد الفني لأنقد المسلسل أو أقيمه من ناحية فنية «إن وجدت»، يقوم بنسخ فكرة مسلسلات الواقع الأمريكية مثل «عائلة كاردشيان». لم أستوعب فجأة شن الهجوم عليهم خلال اليومين الماضيين، سواء في تويتر أو رسائل البلاك البيري والمنتديات، إلى أن شاهدت مقطعا مسجلا في موقع اليوتيوب للمشهد «الحادثة»، والذي يبدأ بسؤال صادم ليس لجرأته ولكن لوقاحته وتعديه الذوق بشكل مشمئز من «خالد»، فلم يأت في جملة عابرة، بل في حوار، يبدأ باهتمام مشوب بالقلق، ليسأل «أسيل»: «اش صار على الدورة؟!».. قل قسم! لا تستغرب إن استطرد خالد «الحنين» بطلب أسيل أن تسأل «أمها» عن موعد «دورتها الشهرية» لأنها تسجل كل مواعيد الدورات سواء الشهرية أو الدموية أو الطبية! ولا ترهق نفسك بالسؤال عن المسؤولين عن البرنامج والرقابة في القناة المفضلة والأولى عربيا للأسرة، كون «أسيل» ولله الحمد والمنة «تحس إن الدورة جاية» رغم أنها متأخرة عليها يومين في دفتر أم أسيل!! كف المشاهد العربي منذ يأس بطلب احترام عقله من القنوات الفضائية وأصحاب البرامج، ليطالب بأقل القليل رغما عن سجلات أم أسيل، يطالب فقط باحترام ذائقته وشيء من الخجل، الخجل الذي يعتري جميع أفراد الأسرة العربية أيا كانت ديانتهم أو مذهبهم، فما يحدث يتجاوز الإسفاف إلى «قلة الأدب»، وردة فعل الشباب يمكن رؤيتها بشكل مباشر في تويتر والبلاك بيري.