مع دخول فصل الشتاء انتشر باعة الحطب في كثير من شوارع مدينة الرياض وتقاطعاتها، يعرضون بضاعتهم على الأرصفة وعلى ظهور سياراتهم الخاصة، فيما نصب بعضهم خياما على الطرق مسببين ازدحاما وتلبكا مروريا، وهو الأمر الذي اشتكى منه عدد من المواطنين الذين وصفوا تلك المشاهد ب «غير الحضارية» وتشوه جماليات المدينة. وعلى امتداد شارع الشيخ جابر الصباح شرق الرياض، حيث انتشر عدد كبير من باعة الحطب أبدى مواطنون انزعاجهم من الزحام الذي يتسبب فيه هؤلاء الباعة وتعطيلهم لحركة المرور بسبب حركة الشراء. وطالبوا الجهات المختصة بمباشرة هذه المواقع وفرض النظام فيها. فيما أشار عدد من الباعة إلى أن وجودهم يوفر الوقت للراغبين في التنزه بأخذ احتياجاتهم وهم في طريقهم إلى مواقع التنزه. وقال عبدالرحمن إنه يتأخر في العودة إلى منزله بسبب الزحام الذي يتسبب فيه باعة الحطب، وأحيانا يجد نفسه مضطرا إلى البحث عن طريق آخر خاصة في نهاية الأسبوع لأن الكثير من المواطنين يخرجون للبر ويشترون كميات كبيرة من الحطب «ليس هذا فحسب، بل إن بعض الباعة حولوا سياراتهم إلى معارض لبيع الحطب وجعلوا من الأرصفة ما يشبه البسطات». أحد الباعة واسمه عثمان، رفض الظهور أمام آلة التصوير واكتفى بالقول إن وجودهم في هذه الأماكن فيه خدمة للراغبين في التنزه، فبدلا من تكبدهم المشاق للبحث عن الحطب في الأسواق البعيدة، فإنهم يشترونه في طريقهم إلى مكان نزهتهم. وذكر أنهم يشترون الحطب بأسعار تتراوح ما بين 1000 و1300 ريال للسيارة الصغيرة «وانيت» ومن 4000 و4500 للشاحنات «دينا» ثم يربطونه على شكل حزم صغيرة ويبيعونها بأسعار معقولة تتراوح ما بين 10 و15 ريالا للحزمة الواحدة، ويقدمون تخفيضات للراغبين في شراء كميات كبيرة، أما استخدام سياراتهم الخاصة فلتسهيل تحركهم من شارع إلى آخر بحثا عن الأماكن التي يقصدها المواطنون بشكل كبير أو على طريق المتنزهات البرية. وكان مفتشو الإدارة العامة للأسواق والراحة بأمانة الرياض نفذوا في وقت سابق عدة حملات على هؤلاء الباعة، ورحلت غير النظاميين منهم الموجودين خارج الأسواق على طريق الملك عبدالله مع طريق الشيخ جابر الصباح، وأخلوا المواقع ونظفوها. كما نظمت حملات أخرى على الباعة الجائلين أمام المساجد.